يجد الناظر في كلام جماعةٍ من السلف في إثبات صفة الاستواء لله تعالى على عرشه كما يليق به سبحانه، قولهم:((مستو بذاته على عرشه، بائن من خلقه)) .
ومنه قول ابن الزاغوني م سنة ٥٢٧ هـ - رحمه الله تعالى - في قصيدة له:
عالٍ على العرش الرفيع بذاته سبحانه عن قول غاوٍ ملحد
قال الذهبي رحمه الله تعالى بعده:(قد ذكرنا أن لفظ ((بذاته)) لا حاجة إليها، وهي تشغب النفوس، وتركها أولى، والله أعلم) اهـ.
وقد ذكر العلامة الألباني جماعة من السلف أطلقوا اللفظين المذكورين، ثم قال:(قلت: ومن هذا العرض يتبين أن هاتين اللفظتين ((بذاته)) ((وبائن)) لم تكونا معروفتين في عهد الصحابة - رضي الله عنهم -، لكن لما ابتدع الجهم وأتباعه القول بأن الله في كل مكان، اقتضى ضرورة البيان أن يتلفظ هؤلاء الأئمة الأعلام بلفظ ((بائن)) دون أن ينكره أحد منهم.
ومثل هذا تماماً قولهم في القرآن الكريم: إنه ((غير مخلوق)) ، فإن هذه الكلمة لا تعرفها الصحابة أيضاً، وإن