للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألفاظ كان - صلى الله عليه وسلم - يكره أن يُقال - وذكر منها: (ومنها أن يقول في دعائه: اللهم اغفر لي إن شئت، وارحمني إن شئت) .

عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم، ويعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظم عليه شيء أعطاه)) . رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما.

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له)) . رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

اللهم إني أستنفق مالي ونفسي في سبيلك: (١)

في ((سنن سعيد بن منصور)) بسنده أن عمر - رضي الله عنه - سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسْتنفق مالي ونفسي في سبيلك، قال الأعمش: وربما قال: وولدي، فقال عمر: أو لا يسكت أحدكم، فإن ابتلي صبر، وإن عوفي شكر. اهـ.

اللهم إني أعوذ بك من العصمة: (٢)

قال ابن القيم - رحمه الله - ((وكثير من الناس يظن أنه لو فعل ما فعل ثم قال: أستغفر الله. زال الذنب. وراح هذا بهذا.. وهذا الضرب من الناس قد تعلق بنصوص من الرجاء واتكل عليها، وتعلق بكلتا يديه، وإذا عُوتِب على الخطايا والانهماك فيها سردَ لك ما يحفظه من سعة ((رحمة الله)) ومغفرته، ونصوص الرجاء. وللجهال من هذا الضرب من الناس في هذا الباب غرائب وعجائب، كقول بعضهم:

وأكْثِرْ ما استطعت من الخطايا إذا كان القدوم على كريم

وقول الآخر: التنزه من الذنوب جهل بسعة عفو الله. وقول الآخر: ترك الذنوب جراءة على مغفرة الله واستصغار. وقال أبو محمد بن حزم: رأيت بعض هؤلاء يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من العصمة ... )) ثم ذكر أسباب الاغترار مبسوط - رحمه الله تعالى -.


(١) (اللهم إني أستنفق مالي ونفسي في سبيلك: سنن سعيد بن منصور ٢/٣/٣٦٧.
(٢) (اللهم إني أعوذ بك من العصمة: الداء والدواء ص /٢٤ - ٢٥.

<<  <   >  >>