للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منتخب الفنون مما بلغه عن ابن عقيل من غير الفنون قال: سمعت أبا يعلى ابن الفراء يقول: من قال إن بينه وبين الله سراً فقد كفر، وأي وصلة بينه وبين الإله؟ وإنما ثم ظواهر الشرع، فإن عنى بالسر ظاهر الشرع فقد كذب؛ لأنه ليس بسر، وإن عنى شيئاً وراء ذلك فقد كفر.

وقال في قول المتوسلين بالميت: ((اللهم إني أسألك بالسر الذي بينك وبين فلان)) : أيُ سر بين العبد وبين ربه لولا حماقة هذا القائل؟

قال ابن الجوزي معترضاً عليه: إنما يعني المتوسل بذلك العبادات المستورة عن الخلق) اهـ.

بيده الخير والشر: (١)

لا نعرف الجمع بينهما في كتاب، ولا سنة، بل القصر على الخير، كما في قول الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:٢٦] .

وفي دعاء التوجه إلى الصلاة والتلبية: ((لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك)) .

فلنقصر الثناء على الله بما أثنى به على نفسه ((بيده الخير)) سبحانه، مع إيماننا بأنه لا يخرج عن قدر الله شيء، وأن جميع ما يقدره - سبحانه - من خير وشر، كله حكمة، وخير، وإن كان الشَّرُّ شرّاً بالنسبة إلى المحل الوارد عليه، وهذا معنى: ((والشر ليس إليك)) . والله أعلم.

بيداغوجيا:

يأتي في حرف الفاء: الفقه المقارن.

بيع: (٢) ...

تسمية الربا: بيعاً، منكر وتضليل لا يجوز، ومنازعة لله تعالى في حكمه.

قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} الآية.


(١) (بيده الخير والشر: المجموع الثمين ١/ ١١٦ - ١١٧.
(٢) (بيع: إعلام الموقعين ٣/١٢٧ - ١٣٠. وانظر في حرف الراء: الراحة، وفي حرف الفاء: فائدة. وفي حرف القاف: قرض. وفي حرف الميم: معاملة.

<<  <   >  >>