نصه: في شرح الألفية للأبناسي: التصلية: الإحراق بالنار، ولا يكون من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - كما توهم، وسئل علم الدِّين الكتاني المالكي: هل يُقال في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -: تصلية؟ فقال: لم تفه به العرب، ومن زعم ذلك فليس بمصيب، وصرح به القاموس. ثم تعقَّبه بما ذكره الزبيدي) اهـ.
قلت: لم يكن هذا في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - من هدي السلف، والتحوط في جانبه - صلى الله عليه وسلم -: أصون، ولاسيما في المشترك لمعنيين متضادين. والله أعلم.
فطريق السلامة، والمحبة والأجر والتوقير والكرامة لنبي هذه الأُمة هو الصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - عند ذكره امتثالاً لأمر الله سبحانه، وهدي نبيه - صلى الله عليه وسلم -. ولهذا ينهى عن جميع الألفاظ والرموز للصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - اختصاراً، منها: ص. صعم. صلعم، صلم. صليو. صلع.
قال الأستاذ عبد القادر المغربي:(وقد لاحظت في مخطوطة ((الثقلاء)) أموراً تدل على قدم المخطوطة واتصالها بالأولين من علمائنا.
من ذلك أن جملة (صلى الله عليه وسلم) التي تذكر عقب اسم سيدنا الرسول لا تكتب في المخطوطة إلا مرموزاً إليها بحروف ربعة: الصاد (من صلى) واللام من (الله) والياء (من عليه) ، و (والواو) من (وسلم) هكذا (صليو) لا بكلمة صلعم كما نفعل نحن اليوم.
وقد رأيت في رسائل إخوان الصفاء) رمزاً للتصلية بحروف ثلاثة فقط وهي (صلع) متصلة من دون ميم. أما (صلعم) فيظهر أنها اخترعت في حدود التسعمائة للهجرة، جاء في شرح ألفة العراقي في مصطلح الحديث عند قول الناظم:(واجتنب الرمز لها والحذفا)) أي: اجتنب الرمز للتصلية النبوية وحذف حرفٍ من