للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقل: حسبي الله ونعم الوكيل)) . فهذا قال: حسبي الله ونعم الوكيل، بعد عجزه من الكيس الذي لو قام به لقضى على خصمه. فلو فعل الأسباب التي يكون بها كيساً، ثم غُلِب فقال: حسبي الله ونعم الوكيل، لكانت الكلمة قد وقعت موقعها ... ) اهـ.

فانظر إلى هذه الكلمة الشريفة: إذا وقعت في غير موقعها صارت لوماً، وإذا صادفت محلاً صارت كيْساً. وهذا من أدق المطالب وألطفها في جوالب عوالي الأخلاق لأهل الإسلام. والله المستعان.

حسبي من سؤالي علمه بحالي:

يأتي في حرف العين: علمه بحالي يغني عن سؤالي.

حسدني الله إن كنت أحسدك: (١)

قال الزبيدي - رحمه الله تعالى -:

(وقال ابن سيده: وحكى اللحياني عن العرب: حسدني الله إن كنت أحسدك. وهذا غريب. قال: وهذا كما يقولون: نفِسها الله عليَّ إن كنت أنْفسُها عليك، وهو كلام شنيع؛ لأن الله - عز وجل - يجل عن ذلك) انتهى.

حسن القرآن: (٢)

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - عن البخاري - رحمه الله تعالى -: (يقال: فلان حسن القراءة، ورديء القرآن ولا يُقال: حسن القرآن، ولا رديء القرآن، وإنما يسند إلى العباد: القراءة، لا القرآن؛ لأن القرآن كلام الرب سبحانه وتعالى، والقراءة فعل العبد، ولا يخفى هذا إلا على من لم يوفق....) اهـ.

حسنُ الملة: (٣)

قال الزركشي - رحمه الله تعالى - نقلاً عن العسكري في: ((الفروق اللغوية)) : ((وفرَّق بينه - أي الدين - وبين الملة، فإن الملة: اسم لجملة الشريعة، والدين: اسم لما عليه كل واحد من أهلها. يُقال: فلان حسن الدِّين، ولا يُقال: حسن الملة)) انتهى.


(١) (حسدني الله إن كنت أحسدك: تاج العروس: ٨/ ٢٦ مادة: حسد.
(٢) (حسن القرآن: فتح الباري ١٣ / ٥٠٨. عن الإمام البخاري في كتاب خلق أفعال العباد.
(٣) (حسنُ الملة: المعتبر للزركشي: ص/ ٣١٩.

<<  <   >  >>