للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الذهبي: (فهذه الكلمة لا ينبغي إطلاقها، وإن كان لها معنى صحيح، لكن لا يحتج بها الحلولي والاتحادي، وما بلغنا أنه سبحانه تجلى لشيءٍ إلا لجبل الطور فصيره دكاً، وفي تجليه لنبينا - صلى الله عليه وسلم - اختلاف؛ أنكرته عائشة، وأثبته ابن عباس) انتهى.

الحمد لله: (١)

أي: التزامها بعد الجشأ، ليس سنة.

الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ المزيد من فضله: (٢)

هذه أجل المحامد عند الشافعية، وقد نازعهم الآخرون، منهم ابن القيم- رحمه الله تعالى - في: ((عدة الصابرين)) وغيرها بما مفاده: من ذا الذي يستطيع أن يحمده - سبحانه - حمْداً يوافي نعمةً واحدةً من نِعم الله على عبده العامة أو الخاصة؟

قال السفاريني - رحمه الله تعالى -:

(فائدة: ذكر بعض الناس أن أفضل صيغ الحمد: الحمد لله رب العالمين، حمداً يوافي نعمه، ويكافئ مزيده. ورُفع ذلك للإمام المحقق شمس الدين ابن القيم - طيَّب الله ثراه - فأنكر على قائله غاية الإنكار، بأن ذلك لم يرد في الصحاح ولا السنن، ولا يعرف في شيء من كتب الحديث المعتمدة، ولا له إسناد معروف، وإنما يروى عن أبي نصر التمار، عن سيدنا آدم أبي البشر، عليه الصلاة والسلام. قال: ولا يدري كم بين آدم وأبي نصر إلا الله تعالى.

قال أبو نصر: قال آدم: يا رب شغلتني بكسب يدي فعلمني شيئاً من مجامع الحمد والتسبيح؟ فأوحى الله إليه: يا آدم إذا أصبحت فقل ثلاثاً، وإذا أمسيت فقل ثلاثاً: الحمد لله رب العالمين حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، فذلك مجامع الحمد والتسبيح.

قال ابن القيم: فهذا لو رواه أبو نصر التمار، عند سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - لما قبلت


(١) (الحمد لله: الدرر السنية ٦/ ٣٥٨. النكاح.
(٢) (الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ المزيد من فضله: غذاء الألباب ١/ ٢٠. عدة الصابرين ص / ١٦٤ - ١٦٥.

<<  <   >  >>