أحدكم الدهر، فإن الله هو الدهر)) رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود وأحمد، وله ألفاظ مختلفة.
وقد عدّ ابن حزم ((الدهر)) من أسماء الله تعالى، وغلطه العلماء، وأوضحوا أنه غلط غلطاً فاحشاً، قالوا: ولو كان ما ذكره ابن حزم صحيحاً لكان قول الذين قالوا: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} صواباً.
وأما الحديث فبينوا أن معناه: أنا صاحب الدهر، ومدبر الأُمور التي ينسبونها إلى الدهر، فمن سب الدهر عاد سبه إلى رب الدهر، ولهذا قال في الحديث:((أنا الدهر؛ بيدي الأُمور أُقلب الليل والنهار..)) وقرر الخطابي في: ((شأن الدعاء)) معناه على لغة العرب - بمعنى ما ذكره - أتم تقرير. ثم ذكر بسنده عن أبي بكر بن أبي داود الأصبهاني، يرى أن صحة رواية الحديث في بعض ألفاظه ((وأنا الدهر)) بالنصب على الظرف أي: أنا - طول الدهرِ - بيدي الأُمور، وكان يقول: لو كان مضموماً لا نقلب الدهر اسماً من أسماء الله تعالى. لكن الخطابي لا يرتضي هذا. والله أعلم.