للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دأب ضعفاء الحصانة العقدية والسلوكية، في تلقف كل وافد، ولو علموا أنه في الأصل: اسم لنبات طيب الرائحة؛ لكانوا فيه من الزاهدين.

وبتتبع علمِيَّةِ هذا على مرِّ القرون تبين مع ما ذكر ما يلي:

١. اسم لامرأة رميت بالبغاء في عهد دانيال عليه السلام، فبرأها الله تعالى، كما يروى في سنن البيهقي.

٢. وهو اسم لأول من نطق بالقدر بالعراق، كما في سير أعلام النبلاء للذهبي قال ٤/ ١٨٦: (عن الأوزاعي: أو من نطق بالقدر: ((سوسن)) بالعراق، كان نصرانياً فأسلم، ثم تنصر، فأخذ عنه معبد، وأخذ غيلان القدري عن معبد) اهـ.

فهو من الأسماء المشتركة بين الرجال والنساء: ومنه في الرجال محمد بن مسلم بن سوسن الطائفي.

٣. وهو اسم لأم غائب الرافضة المنتظر المُدعى باسم: محمد بن الحسن العسكري، وقيل اسمها: نرجس، وقيل: صقيل.

وفي الطرة على الغرة ص/ ٨٤ قال:

(ويقول للنوع المعروف من المشموم: سُوْسن، بضم السين، فيتوهمون فيه، ومنه نشأ تطيُّرُّ بعض الأدباء به لما أُهدي إليه فكتب إلى أهداه يعاتبه:

لم يكفك الهجر فأبديت لي تفاؤلاً بالسوء له سوسنه

أولها سوء وباقي اسمها يخبر أن السوء يبقى سنة

والصواب الفتح........ إلخ.

السياسة: (١)

يلْفتُ نظر القارئ في مواد اللسان العربي، أن ثمة ألفاظ متقاربة المعنى، لكن بالتدقيق يجد بينها فروقاً، وقد أُفردت لذلك مؤلفات، وأُعدت فيه أبحاث، وجملتها معلومة.

والذي يعنينا هنا: أنه لبعض هذه


(١) (السياسة: الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري. تحقيق: حسام الدين القدسي. ويأتي بعد كل لفظ ذكر الصفحات لهذه الطبعة.

<<  <   >  >>