للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَحْيٌ يُوحَى} [لنجم:٤] .

أما الفكر فهو قابل للطرح والمناقشة، قد يصح وقد لا يصح؛ لهذا فلا يجوز أن يطلق عليه: ((فِكْر)) ؛ لأن التفكير من خصائص المخلوقين، والفكر يقبل الصواب، والخطأ، والشريعة معصومة من الخطأ، ولا يقال كذلك: ((المفكر الإسلامي)) ؛ لأن العالم الذي له رُتْبَةُ الاجتهاد، والنظر، مقيد بحدود الشرع المطهر، فليس له أن يفكر، فيُشرِّع، وإنما عليه البحث وسلوك طريق الاجتهاد الشرعي لاستنباط الحكم.

نعم يطلقون: ((الفكر الإسلامي)) في عصرنا، مريدين قدرته على الاستنباط، ونشر محاسن الإسلام، فمن هنا يأتي التَّسمُّح بإطلاقها، والأولى اجتنابها.

فلاسفة الإسلام: (١)

ليس للإسلام فلاسفة، وليس في ألفاظهم فصاحة ولا بلاغة.

الفناء: (٢)

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -:

(لم يرد في الكتاب، ولا في السنة، ولا في كلام الصحابة والتابعين مدح لفظ: الفناء، ولا ذمه، ولا استعملوا لفظه في هذا المعنى المشار إليه البتة، ولا ذكره مشايخ الطرق المتقدمون، ولا جعلوه غاية، ولا مقاماً، ونحن لا ننكر هذا الفظ مطلقاً، ولا نقلبه مطلقاً) إلى آخره ما ذكره مبسوطاً.

بلى: ننكر مطلقاً، وعلى المعترض الدليل، ودونه خرط القتاد. والله المستعان.

وفي ترجمة: كرز بن وبرة الحارثي قال الذهبي


(١) (فلاسفة الإسلام: مجموع الفتاوى ٩/ ١٨٦، وفهرسها ٣٦ / ١٥٩.
(٢) (الفناء: مدارج السالكين ٣/ ٣٧٧ - ٣٧٨ مصطلحات الصوفية لابن عربي. التصوف الإسلامي لزكي مبارك ١/ ٦١. السير للذهبي ٦/ ٨٦. العبودية لابن تيمية. الألفاظ الموضحات للدوريش ٢/ ٥٤ - ٦٥.

<<  <   >  >>