للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يعبَّد به فيقال: عبد الوحيد.

ومضى في حرف العين: عبد المطلب، وعبد الوحيد.

وعليك السلام: (١)

ترجم البخاري في كتاب الاستئذان من صحيحه فقال: باب من رد فقال: عليك السلام.

ثم ذكر الحافظ في ((الفتح)) : وجوه احتمال المراد في ترجمة البخاري على خمسة أوجه: وذكر منها الثاني وهو أنه لا يأتي بصيغة الإفراد في الجواب على السلام فقال مستدلاً له:

أخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق معاوية بن قرة قال: قال لي أي: قرة بن إياس المزني الصحابي: إذا مر بك رجل فقال: السلام عليكم، فلا تقل: وعليك السلام، فتخصه وحده فإنه ليس وحده. وسنده صحيح.

ومن فروع هذه المسألة: (لو وقع الابتداء بصيغة الجمع؛ فإنه لا يكفي الرد بصيغة الإفراد؛ لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم، فلا يكون امتثل الرد بالمثل فضلاً عن الأحسن. نبه عليه ابن دقيق العيد) اهـ.

والله تعالى يقول: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} الآية [النساء: ٨٦] .

فالرد بصيغة الإفراد ليس من ردِّ التحية بأحسن منها. والله أعلم.

وعليكم السلام: (٢)

في حكم من قال في الابتداء: ((وعليكم السلام)) ولو بدون واو فهو لا يكون سلاماً ولا يستحق جواباً، وتعقبه بعضهم.

والثابت في الابتداء تقديم لفظ ((سلام)) فيقال: ((سلام عليكم)) أو ((السلام عليكم)) . وما ذُكِر نصَّ غيرُ واحدٍ على كراهته منهم: المتولي، وابن القيم وغيرهم، وحرر كلام الجميع


(١) (وعليك السلام: فتح الباري ١١/ ٣٦، ٣٧. وحرف العين: عليك السلام.
(٢) (وعليكم السلام: فتح الباري ١١/ ٣٧، ٤- ٥. وزاد المعاد الجزء الثاني، والأذكار للنووي.

<<  <   >  >>