للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسأل بوجه الله إلا الجنة، أو ما هو وسيلة إليها.

تنبيه: في سنن أبي داود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه ... )) الحديث، وأخرجه النسائي.

وانظر في حرف الباء، لفظ: بوجه الله.

* اللهم تصدَّق علينا: (١)

قال الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى - في تقرير له: (بَعْضٌ يقول: الصدقة لا تسمى صدقة إلا ممن يريد عائدة، ولعل الأقوى الجواز،، والمسألة فيها خلاف. والأمر في هذا سهل، وفي النصوص كلمات ترادف الصدقة: اللهم أحسن إلينا بكذا، اللهم أفضل علينا بكذا) .

وهذا عندي فيه تفصيل على نوعين:

١. الدعاء، كالفظ المذكور، فهذا يًترك؛ لأنه غير مأثور وللخلاف فيه.

٢. الإخبار، كما في الحديث: ((صدقة تصدق الله بها عليكم)) ، فهذا لا ينبغي الخلاف في جوازه للنص به.

وقد خَطَّأَ النووى -رحمه الله تعالى - من قال بكراهة ذلك فقال: (حكى أبو جعفر النحاس في كتابه: شرح أسماء الله تعالى، عن بعض العلماء أنه كره أن يُقال: تصدق الله عليك، قال: لأن المتصدق يرجو الثواب.

قلت: هذا الحكم خطأ صريح وجهل قبيح، والاستدلال أشد فساداً. وقد ثبت في صحيح مسلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في قصر الصلاة: ((صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته)) . وفي مصنف ابن أبي شيبة بسنده عن عمر بن عبد العزيز: يكره أن يقول: اللهم تصدق علي، ولكن ليقل: اللهم امنن علي اهـ.

وحديث مسلم المذكور ليس فيه دعاء، فليحرر. والله أعلم.


(١) (اللهم تصدَّق علينا: نيل الأوطار ٣/ ٢٢٧. فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله تعالى- ١/ ٢٠٩. شرح ابن علان لأذكار النووي ٧/ ١٧٧. تفسير القرطبي ٩/ ٢٥٥. الروح ص/ ٢٦٣. الأذكار للنووي ص ٣٢٩ - ٣٣٠ مهم. مصنف ابن أبي شيبة ٩/ ٦٧. الفتاوى الحديثية / ١٣٣ - وانظر في حرف الصاد: صباح الخير.

<<  <   >  >>