أفي كلِّ أسواق العِراقِ إتاوةٌ وفي كلِّ ما باع امرؤ مكسُ دِرهم
وكما قال العبديُّ في الجارود:
أيا ابن المعلَّى خِلتنا أم حسبتنا صراريَّ نُعطي الماكسين مُكوسا
وكما تركوا: أنعم صباحاً، وأنعم ظلاماً، وصاروا يقولون: كيف أصبحتم؟ وكيف أمسيتم؟
وقال قيس بن زهير بن جذيمة، ليزيد بن سنان بن أبي حارثة: أنعم ظلاماً أبا ضمرة! قال: نعمت، فمن أنت؟ قال: قيس بن زهير.
وعلى ذلك قال امرؤ القيس:
ألا عمِ صباحاً أيُّها الطَّللُ البالِي وهلْ يعِمنْ من كان في العُصُر الخالِي
وعلى ذلك قال الأول:
أتوا ناري فقلتُ منُون قالوا سراة الجنِّ قلتُ عِمُوا ظلاما
وكما تركوا أن يقولوا للملك أو السَّيِّد المطاع: أبيت اللعن، كما قيل:
مهلاً أبيت اللعن لا تأكُل معهْ.
وقد زعموا أن حُذيفة بن بدرٍ كان يُحيا بتحية الملوك، ويُقال له: أبيت اللعن. وتركوا ذلك في الإسلام من غير أن يكون كفراً.
وقد ترك العبد أن يقول لسيده: ربِّي. كما يُقال: ربُّ الدار، وربُّ البيت. وكذلك حاشية السيِّد والملك تركوا أن يقولوا: ربنا، كما قال الحارث بن حلّزة:
ربُّنا وابننا وأفضلُ من يمـ ـشِي ومن دُون ما لديهِ الثناءُ
وكما قال لبيد حين ذكر حُذيفة بن بدر:
وأهلكْن يوماً ربَّ كِندة وابْنهُ وربَّ معدٍّ بين خبْتٍ وعرْعرِ
كما عيّر زيدُ الخيل، حاتماً الطائي في خروجه من طيء ومن حرب الفساد، إلى بني بدر، حيث يقول:
وفرَّ من الحربِ العوانِ ولم يكنْ بها حاتم طبّاً ولا متطبِّبا
وريب حصنا بعد أن كان آبياً