للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ كَتَبَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّ قِبَلَنَا هَهُنَا أَقْوَامٌ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ.

فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إلى عبد الله بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَبْرَمَ أَمْرَهُ وَأَنْفَذَ حُكْمَهُ وَقَدَّرَ مَشِيئَتَهُ وَأَخَذَ بِالْحُجَّةِ عَلَى خَلْقِهِ فِيمَا أَمَرَهُمْ بِهِ مِنْ طَاعَتِهِ وَنَهاهُمْ عَنْهُ مِنْ مَعْصِيتِهِ فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدًا نَصَرَهُ وَإِذَا أَبْغَضَهُ خَذَلَهُ جَعَلنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنْ عِبَادِهِ الْمَنْصُورِينَ الْعَامِلِينَ بِطَاعَتِهِ فَإِذَا وَصَلَ كِتَابِي هَذَا إِلَيْكَ فَادْعُهُمْ وَأَوْعِزْ إِلَيْهُمْ وَانْهَهُمْ عَنِ الْمُعَاوَدَةِ بِالْخَوْضِ فِي أَمرٍ قَدْ أَحْكَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَفَرَغَ مِنْهُ.

وَاعْلَمْ أَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ اجْرِ فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَقَدْ فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاءِ عَلَى عِبَادِهِ فَانْهَهُمْ عَنِ الْخَوْضِ فِيمَا كَانُوا يَخُوضُونَ فِيهِ مِنْ أَمْرٍ قَدْ فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ.

وَمُرْهُمْ بِالِاشْتِغَالِ بِتِلَاوَةِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَكْتُبُ لِمَنْ تَلَا الْقُرْآنَ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ (الم) وَلَكِنْ يَكْتُبُ لَهُ بِالْأَلِفِ عَشْرًا وَبِاللَّامِ عَشْرًا وَبِالْمِيمِ عَشْرًا، فَالِاشْتِغَالُ بِهَذَا الَّذِي بَيَّنَ اللَّهُ فَضْلَهُ أَنْفَعُ لَهُمْ وَأَعْوَدُ

<<  <   >  >>