للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= = أبو عبدالله الذهبي، ورأيت فيه مجلدا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم. ا. هـ
التعليق على الحديث:
استدلت بعض الطوائف بهذا الحديث على أن عليا أفضل الصحابة، وأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعلم أن عليا أحب الخلق إلى الله، و لذا جعله خليفة من بعده.
لكن هذا لا يصحُّ لما يلي:
أوَّلاً: أن يقال إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف أن عليا أحب الخلق إلى الله، أو ما كان يعرف، فإن كان يعرف ذلك كان يمكنه أن يرسل من يطلبه، كما كان يطلب الواحد من الصحابة، أو يقول: اللهم ائتني بعلي فإنه أحب الخلق إليك، فأي حاجة إلى الدعاء و الإبهام في ذلك؟! و لو سمى عليا لاستراح أنس من الرجاء الباطل، و لم يغلق الباب في وجه علي، و إن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف ذلك بطل ما يدعونه من كونه كان يعرف ذلك، ثم إن في لفظه: أحب الخلق إليك و إلي، فكيف لا يعرف أحب الخلق إليه؟!
ثانياً: إن الأحاديث الثابتة في الصحاح التي أجمع أهل الحديث على صحتها و تلقيها بالقبول تناقض هذا، فكيف تعارض بهذا الحديث المكذوب الموضوع الذي لم يصححوه؟ يبين هذا لكل متأمل ما في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من فضائل القوم؛ كما في الصحيحين أنه قال: «لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا»، و هذا الحديث مستفيض؛ بل متواتر عند أهل العلم بالحديث، وهو صريح في أنه لم يكن عنده من أهل الأرض أحد أحب إليه من أبي بكر، فإن الخلة هي كمال الحب، و هذا لا يصلح إلا لله، فإذا كانت ممكنة ولم يصلح لها إلا أبو بكر، علم أنه أحب الناس إليه، و قوله في الحديث الصحيح لما سُئِل: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة». قيل: من الرجال؟ قال: «أبوها». و قول الصحابة: أنت خيرنا وسيدنا وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا فقد ثبت في النقل الصحيح عن علي أنه قال: خير هذه =

<<  <   >  >>