ولفظ مسلم: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال «أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول ربى فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به». فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال «وأهل بيتى أذكركم الله في أهل بيتى أذكركم الله في أهل بيتى أذكركم الله في أهل بيتى». وهذا الحديث مشهور في كتب السنة باسم (حديث غدير خم)، والفقرة الأولى من الحديث التي فيها الوصية بآل البيت ثابتة في مسلم، وإنما حدث نزاع بين العلماء في ثبوت قوله عليه الصلاة والسلام: «من كنت مولاه فعلي مولاه» وما بعده. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (٧/ ٣١٩): وأما قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» فليس هو في الصحاح، لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته، فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه كما حسنه الترمذي. ا. هـ ثم نقل عن ابن حزم قوله: أنه لا يصح من طريق الثقات أصلا. وممن ذهب كذلك إلى تضعيفه: الزيلعي في نصب الراية (١/ ٣٥٩ - ٣٦٠). وأما زيادة «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» فقال عنها شيخ الإسلام في منهاج السنة (٧/ ٣١٩): لا ريب أنه كذب. ا. هـ وذهب آخرون إلى تصحيح الحديث - غير أحمد والترمذي - وهُمْ: ابن حبان، حيث أودعه في صحيحه، ولم يُعلّه بشيء، وأبو نعيم الأصبهاني كما في الإمامة (ص: ٢١٧ - ٢١٨)، والذهبي كما في سير أعلام النبلاء (٥/ ٤١٥)، والشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المُسنَد (٢/ ٥٦)، والشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (٤/ ٣٣٠ رقم ١٧٥١).=