للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
٣ - قوله عليه الصلاة والسلام: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله».
استدلت بعض الطوائف بهذه العبارة على أن عليا أفضل الصحابة، وأنه مقدَّم على غيره، ولكن هذا الاستدلال فيه نظر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (٥/ ٤٤): هذا الحديث مع كونه أصح ما روي لعلي من الفضائل؛ إلا أن هذا الوصف ليس مختصا بعلي وحده، فإن الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي، وكل مؤمن تقي يحب الله ورسوله، لكن هذا الحديث من أحسن ما يحتج به على النواصب الذين يتبرؤون من علي ولا يتولونه ولا يحبونه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بأنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. ا. هـ
- بقي أن يقال: إذا كانت هذه الفضائل لعلي يشاركه فيها غيره، فلماذا تمنى سعد - وغيره - أن يكون له ذلك؟
والجواب: أن في ذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بإيمانه باطنا وظاهرا، وإثباتا لموالاته لله ورسوله، ووجوب موالاة المؤمنين له، وإذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمعين بشهادة، أو دعا له بدعاء؛ أحب كثير من الناس أن يكون له مثل تلك الشهادة ومثل ذلك الدعاء، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد بذلك لخلق كثير، ويدعو به لخلق كثير، وكان تعيينه لذلك المعين من أعظم فضائله ومناقبه، وهذا كالشهادة بالجنة لثابت بن قيس بن شماس وعبدالله بن سلام وغيرهما، وإن كان قد شهد بالجنة لآخرين، والشهادة بمحبة الله ورسوله لعبدالله حمار الذي ضرب في الخمر، وإن شهد بذلك لمن هو أفضل منه، وغير ذلك.
انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (٥/ ٤٦ - ٥٠).
٤ - قوله عليه الصلاة والسلام: «رب إن هؤلاء أهل بيتي».
سيأتي التعليق عليه إن شاء الله في الحديث القادم برقم (٤٧٠٨).

<<  <   >  >>