للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
قُلتُ (الخطيب): أظن أبا عبدالله أنكر على لوين روايته متصلا، فإن الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة، غير أنه مرسل عن إبراهيم بن سعد، عن النبي، صلى الله عليه وسلم. ا. هـ
وهذه الرواية المرسلة التي أشار إليه الخطيب، أخرجها: الفسوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ٢١١) من طريق الحميدي عبدالله بن الزبير، والخطيب في تاريخ بغداد (٣/ ٢١٨) من طريق عبدالله بن وهب.
كلاهما (الحميدي، وابن وهب) عن ابن عيينة، عن عمرو، عن أبي جعفر، عن إبراهيم، مرسلا.
ولكن يبدو أن الوصل والإرسال كان من فعل ابن عيينة نفسه، ولكن لوينا حمل المتصل ونقله، واشتهر ذلك عنه، فقد قال أبو الشيخ عقب هذا الحديث: قال لوين: ثنا به ابن عيينة مرة أخرى، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، لم يجاوز به. ا. هـ
والذي يبدو من هذه الطرق وأقوال الأئمة هنا- والله أعلم - أن الصواب في رواية سفيان: الإرسال، ولذا فهي ضعيفة الإسناد أيضا!
والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (٣٩٣٠) - بسند ضعيف - من طريق مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب، إلا باب علي قالوا: يا رسول الله، سددت الأبواب كلها، إلا باب علي؟ قال: «ما أنا سددت أبوابكم، ولكن الله سدها».
وانظر باقي الطرق عن سعد بن أبي وقاص في تخريج الحديث المتقدِّم رقم (٤٥٧٥).
والخلاصة في هذا الحديث: أن الجزء المرفوع منه ثابت صحيح، كما تقدَّم في الحديث رقم (٤٥٧٦)، خلا الفقرة الأخيرة، والتي فيها إبقاء علي بن أبي طالب وإخراج غيره من المسجد، وقوله عليه الصلاة والسلام: «ما أنا أخرجتكم وأسكنته، ولكن الله أخرجكم وأسكنه»، فهي ضعيفة الإسناد كما تقدَّم، إلا أن لها شواهد تقدَّم ذكرها في مُسنَد زيد بن أرقم برقم (٤٦٣١)، وتقدَّم هناك الكلام عن هذه الزيادة مُفصلَّاً، فراجعها إن شِئتَ.

<<  <   >  >>