للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعد مقتل عمر، انعقد مجلس الشورى الذي سمَّاه هو قبل رحيله، وتولَّى زمام الأمر: عبدالرحمن بن عوف، فعزل نفسه من الاختيار، وطاف على أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، واستمع إلى أهل الحل والعقد منهم، حتى رأى استقرار الجميع على عثمان بن عفان، فبايعه، وبايعه الجميع: المهاجرون، والأنصار، وأمراء الأجناد، والمسلمون، ومعهم علي بن أبي طالب (١).

وظلَّت لعليّ مكانته في مجلس الخليفة، فكان عثمان يستشيره مع من يستشير، ومن أعظم الأدلة على ذلك: استشارته إياه في شأن جمع الناس على مصحف واحد، وقد كان عليٌّ يدافع عن عثمان في هذا الفعل، ويشيد بدوره فيه.

يقول علي: «يا أيها الناس، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرا، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعا، ... » إلى أن قال: «والله لو وُلِّيتُ لفعلتُ مثل الذي فعل» (٢).


(١) انظر تفاصيل الخبر في: صحيح البخاري (كتاب الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس، رقم ٧٢٠٧)، فتح الباري (١٣/ ١٩٥ - ١٩٩).
(٢) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (ص: ٩٧ - ٩٨) عن سويد بن غفلة، وصحَّح الحافظُ ابنُ حجرٍ إسناده في الفتح (٩/ ١٨).

<<  <   >  >>