للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= باب ذكر ما أُعطى علي بن أبي طالب من العلم والحكمة وتوفيق الصواب في القضاء، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالسداد والتوفيق، رقم ١٥٥٤) والبيهقي (كتاب آداب القاضي، باب ما يقول القاضي إذا جلس الخصمان بين يديه، ١٠/ ٢٣٢، وباب القاضي لا يقبل شهادة الشاهد إلا بمحضر من الخصم المشهود عليه، ولا يقضي على الغائب، ١٠/ ٢٣٦)؛ من طريق سماك بن حرب، عن حنش، عن علي، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا، فقُلتُ: يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السن، ولا علم لي بالقضاء؟! فقال: «إن الله سيهدي قلبك، ويثبت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان، فلا تقضين حتى تسمع من الآخر، كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء». قال: فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد.
وهذا إسناد حسن، لأن حنش ابن المعتمر: صدوق له أوهام، ويرسل - كما في التقريب -، إضافة إلى بعض الكلام في سماك نفسه.
وقد رُوِيَ الحديث من وجه آخر عن سماك:
فأخرجه ابن حبان (باب ذكر أدب القاضي عند إمضائه الحكم بين الخصمين، رقم ٥٠٦٥) من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة، فقُلتُ: يا رسول الله تبعثني وأنا غلام حديث السن؟، فأسأل عن القضاء ولا أدري ما أجيب، قال: «ما بد من ذلك، أن أذهب بها أنا أو أنت»، قال: فقُلتُ: وإن كان، ولا بد أذهب، أنا، فقال: «انطلق، فاقرأها على الناس، فإن الله تعالى، يثبت لسانك، ويهدي قلبك»، ثم قال: «إن الناس سيتقاضون، فإذا أتاك الخصمان، فلا تقضي لواحد، حتى تسمع كلام الآخر، فإنه أجدر أن تعلم لمن الحق».
وهذا مُخالِفٌ لباقي الطرق عن سماك، سندا، ومتنا، وليس الخلاف هنا من قبل سماك، بل ممن دونه، وأكثر الرواة عن سماك متفقون على الرواية الأولى، وهذا طريق شاذ، لا يقدح في الطريق الأول، والله أعلم. =

<<  <   >  >>