قال البزَّار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي، إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. ا. هـ قُلتُ (أحمد): وعمرو بن ثابت: ضعيف، ومع ضعفه فقد اختُلِف عليه: فأخرج الحديث ابن منده في الكنى كما في تاريخ دمشق (١٣/ ٢٢٧) من طريق هشام بن محمد بن عمارة - وهو بمثابة مجهول الحال - عن عمرو بن ثابت؛ به، بدون ذكر علي في الإسناد! وليس ذلك فحسب، بل خالفه غيره: فأخرج الحديث أحمد (١/ ١٠١ رقم ٧٩٢) وفي فضائل الصحابة (باب فضائل علي، رقم ١١٨٣) وابن أبي عاصم في السنة (باب ما ذكر في فضل علي، رقم ١٣٢٢)؛ من طريق قيس بن الربيع، عن أبي المقدام، عن عبدالرحمن الأزرق، عن علي قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على المنامة، فاستسقى الحسن والحسين، قال: فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى شاة لنا بكيء فحلبها فدرت، فجاءه الحسن فنحاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت فاطمة: يا رسول الله، كأنه أحبهما إليك؟ قال: «لا، ولكنه استسقى قبله»، ثم قال: «إني، وإياك، وهذا الراقد، في مكان واحد يوم القيامة». قال الهيثمي في المجمع (٩/ ١٦٩ - ١٧٠): رواه أحمد والبزَّار، والطبراني أبو يعلى باختصار، وفي إسناد أحمد: قيس بن الربيع، وهو مختلف فيه، وبقية رجال أحمد ثقات. ا. هـ وقيس هذا: صدوق لكنه تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه. وعليه: فكلا الطريقين عن ثابت لا يصح. وللحديث شاهد آخر، أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٤/ ١٦٤) - بسند ضعيف - عن ميمونة وأم سلمة زَوْجَيْ النبي صلى الله عليه وسلم قالتا: استسقى الحسن، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج له في غمر كان لهم ثم أتاه به، فقام الحسين فقال: اسقنيه يا أبه، فأعطاه الحسن ثم خرج للحسين فسقاه، فقالت فاطمة: كأن الحسن أحبهما إليك. قال: «إنه استسقى قبله، وإني وإياك وهما وهذا الراقد في مكان واحد في الجنة».