للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقال الوزان: إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: كَفَى بِكَ مِنَ الْوَهْنِ وَالْجَفَاءِ أَنْ لا تَعْرِفَ نَبِيَّكَ. فَطَرَحَ الْمِيزَانَ وَوَثَبَ إِلَى يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ _ يُرِيدُ أَنْ يُقَبِّلَهَا _ فَجَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنْهُ. وَقَالَ: هَذَا إِنَّمَا يَفْعَلُهُ الأَعَاجِمُ وَلَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْكُمْ، فَوَزَنَ وَأَرْجَحَ. وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ السَّرَاوِيلَ.

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ. فذهبت أحمله. فقال: صاحب الشئ أحق بشيئه أن يحمل إِلا أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا يَعْجِزُ عَنْهُ فَيُعِينَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، قُلْتُ: يا رسول الله: وإنك لَتَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَبِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَإِنِّي أمرت بالتستر.

وراه ابْنُ حِبَّانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا.

قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، فِي الإِفْرَادِ: وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ؛ لأَنَّهُ الْمَشْهُورُ بِالأَبَاطِيلِ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَفْرِيقِيِّ غَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الأَفْرِيقِيُّ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ، قُلْتُ: الْمَذْكُورُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ هُوَ: عَبْدُ الرحمن ابن زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ الأَفْرِيقِيُّ، وَلَيْسَ مُتَّهَمًا بِالْوَضْعِ، وَالْكَلامُ فِيهِ مَعْرُوفٌ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ وغيره (١)

١٣ حديث: "إِنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَاءٍ وَمِنْطَقَةٍ".

رَوَاهُ الْخَطِيبُ، وَهُوَ مَوْضُوعٌ، وَضَعَهُ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ [أَبُو] الْبَخْتَرِيِّ قَاضِى الرَّشِيدِ، في قصة معروفة.


(١) لم يقل ابن حبان إنه يضع، وإنما قال: (يروي الموضوعات عن الثقات) وذلك يحتمل كثرة الغلط وهذا متفق عليه. ويحتمل التدليس. فقد قال ابن حبان: (ويدلس عن محمد بن سعيد المصلوب) كان ابن أنعم رجلاً ناسكاً غره ظاهر المصلوب فسمع منه ودلس عنه. والله المستعان

<<  <   >  >>