للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال أحمد في تفسير الكلبي: من أوله إلى آخره كذب لا يحل النظر فيه. وقد حمل هذا على الأكثر لا على الكل ومن هذا: تفسير المبتدعة المشهورين بالدعاء إلى بدعتهم. فإنه لا يحل النظر في تفاسيرهم؛ لأنهم يدسون فيها بدعهم فتنفق على كثير من الناس. ذكر معنى ذلك السيوطي (١) . قال: وأما تفسير الصوفية فليس بتفسير، كتفسير السلمي المسمى: بحقائق التفسير. فإن اعتقد أن ذلك تفسير. فقد كفر. وأقول: لا شك أن كثيرًا من كلام الصوفية على الكتاب العزيز هو بالتحريف أشبه منه بالتفسير، بل غالب ذلك من جنس تفاسير الباطنية وتحريفاتهم.

ومن جملة التفاسير التي لا يوثق بها: تفسير ابن عباس. فإنه مروي من طرق الكذابين كالكلبي، والسدي، ومقاتل.

ذكر معنى ذلك: السيوطي. وقد سبقه إلى معناه ابن تيمية. ومن كان من المفسرين تنفق عليه الأحاديث الموضوعة. كالثعلبي، والواحدي، والزمخشري، فلا يحل الوثوق بما يروونه عن السلف من التفسير؛ لأنه إذا لم يفهم الكذب على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم، لم يفهم الكذب على غيره.

وهكذا ما يذكره الرافضة في تفاسيرهم من الأكاذيب، كما يذكرونه في تفسير: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} وفي تفسير قوله: {لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} وقوله: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} أنها في علي رضي الله عنه. فإن ذلك موضوع بلا خلاف.


(١) قد اختلط الحابل بالنابل، فطريق النجاة للعالم أن يبدأ فيجرد نفسه من الأهواء، ويتدبر حق التدبر ما كان عليه الحال في عهد النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيأخذ بذلك، ويدع ما يخالفه، وأما العامة فهم إلى خير إذا عقلوا، وتركوا التعصب لما لا يعلمون وتحروا الإحتياط لدينهم، والله يهدي من يشاء إلى سراط مستقيم

<<  <   >  >>