يعني عانينا من هذا كثيراً، لكن لا يعني أن طالب العلم لا يحتاج إلى الكتب، هذه ليست طريقة، طالب العلم لا بد له من الكتب، لا بد له من المراجع، قد يقول: هناك مكتبات كبيرة تغني عن اقتناء الكتب، نقول: نعم، لكن هل هذه المكتبات في حوزتك بحيث تراجعها متى شئت، هذا الكلام ما هو بصحيح، قد تحتاج إلى مسألة يفوت وقتها، والمكتبة العامة مغلقة، فكون طالب العلم يقتني الكتب ويتوسط في الاقتناء لا يسرف ولا يكثر، ولا يترك شيئاً يحتاج إليه.
. . . . . . . . . ... كلا ولا حملك الأسفار كالبهمِ
ولا بحمل شهادات مبهرجة ... بزخرف القول من نثر ومنتظمِ
يعني كان طلاب العلم إذا تأهلوا يشهد لهم شيوخهم، إما بنثر أو بنظم، يشهدون لهم أنهم تأهلوا للقضاء، تأهلوا للفتيا، تأهلوا للتعليم، تأهلوا للدعوة، ويزاولون من خلال هذه الشهادات التي أعطيت من قبل الشيوخ، وصارت الشهادات الآن تتولاها الجهات الرسمية، على طريقة التعليم الموجودة، فصار من هذه الشهادات أو ممن يحمل هذه الشهادات من لا يحمل العلم، فتجده يتقدم، أنا والله الآن تخرجت في كلية الشريعة، والعرف يدل على أن من تخرج من كلية الشريعة شيخ، والشيخ أهل لأن يستفتى، أهل لأن يقضي، أهل لأن يعلم، ثم إذا ابتلي وامتحن ما وجد على أدنى مستوى يتوقع منه، وهذا حاصل، حصل في كثير من الجهات، بل إذا قلت: إن هذا حصل في بعض خريجي قسم القرآن، ذهبوا ليعلموا القرآن في مدارس تحفيظ القرآن فوجدوا لا شيء، يعني إذا كان هذا في القرآن الذي يمكن ضبطه، وأنت بصدد تعلمه أربع سنين أو أكثر، مع ما يعين عليه من تجويد وقراءات وتفسير، ومع ذلك تجد الطالب إذا كان همه مجرد الشهادة لا يدرك شيئاً، فقد يحرم العلم بسوء القصد.
ولا بحمل شهادات مبهرجة ... بزخرف القول من نثر ومنتظمِ
"بل خشية الله" العلم خشية الله "في سر وفي علن" هذه الذي يفقدها كثير ممن ينتسب إلى طلب العلم، والعلم الذي لا يورث الخشية ليس بعلم، والذي لا يخشى الله -جل وعلا- ليس من أهل العلم {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [(٢٨) سورة فاطر].