"من علم الناس ما لا يعلمون" علم الناس كلهم، واختص المسلمين منهم بالعلم النافع، وعلمهم أيضاً كما علم غيرهم من أمور الدنيا، وغيرهم يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وإن لم يعلموا باطنها {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [(٧) سورة الروم] هؤلاء الأمم والحضارات التي تقدمت في هذه الأزمان وهذه العصور على المسلمين بمراحل كثيرة لا يعلمون من الدنيا أما في أمور الدين لا يعلمون شيئاً، لكن لا يعلمون من أمور الدنيا إلا الظاهر؛ لماذا؟ لأنه لو علموا باطن الدنيا وحقيقة الدنيا لأسلموا، إنما علموا من أمور الدنيا ما لا ينفعهم، إذ لو نفعهم علمهم لقادهم إلى الإسلام {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [(٧) سورة الروم] فعلمهم علم ظاهر لا باطن.
"من علم الناس ما لا يعلمون" سواءً كان في أمور الدين أو في أمور الدنيا "وبالبيان أنطقهم" بالبيان بالإعراب عما في قلوبهم بواسطة ألسنتهم أنطقهم، وميزهم بذلك عن غيرهم من المخلوقات، ميز الإنسان بالنطق عن سائر المخلوقات.
من علم الناس ما لا يعلمون وبالـ ... بيان أنطقهم والخط بالقلم
يعني علمهم الخط بالقلم، والخط هو البيان الثاني بعد اللسان، وقد يكون أبلغ من اللسان عند كثير من الناس كتابته أبلغ من كلامه، وبعض الناس كلامه أبلغ من كتابته.
"ثم الصلاة على المختار" النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي اختاره من بني هاشم، واختار بني هاشم من قريش، واختار قريش من العرب، والعرب من سائر المخلوقات، فهو صفة الصفوة، وهو المختار خلاصة المخلوقات -عليه الصلاة والسلام-.
ثم الصلاة على المختار أكرم مبـ ... عوث. . . . . . . . .