هو المنزل نوراً بيناً وهدىً ... وهو الشفاء لما في القلب من سقم
لكنه لأولي الإيمان إذ عملوا ... بما أتى فيه من علم ومن حكم
أما على من تولى عنه فهو عمى ... لكونه عن هداه المستنير عمي
فمن يقمه يكن يوم المعاد له ... خير الإمام إلى الفردوس والنعم
كما يسوق أولي الإعراض عنه إلى ... دار المقامع والأنكال والألم
وقد أتى النص في الطولين أنهما ... ظل لتاليهما في موقف الغمم
وأنه في غد يأتي لصاحبه ... مبشراً وحجيجاً عنه إن يقم
والملك والخلد يعطيه ويلبسه ... تاج الوقار الإله الحق ذو الكرم
يقال: اقرأ ورتل وارق في غرف الـ ... جنات كي تنتهي للمنزل النعم
وحلتان من الفردوس قد كسيت ... لوالديه لها الأكوان لم تقم
قالا: بماذا كسيناها؟ فقيل: بما ... أقرأتما ابنكما فاشكر لذي النعم
لما انتهى الناظم -رحمه الله تعالى- من الوصايا العامة لطالب العلم أوصى بكتاب الله -جل وعلا-، ثم أردف ذلك بالوصية بالسنة، فقال -رحمه الله تعالى-:
[الوصية بكتاب الله -عز وجل-]
وبالتدبر والترتيل فاتلُ كتا ... الله لا سيما في حندس الظلمِ
جاء الترغيب في قراءة القرآن، وأن لقارئه بكل حرف عشر حسنات ((لا أقول: آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) فـ (آلم) ثلاثة حروف، فيها ثلاثون حسنة، وهذا على أقل تقدير، والمضاعفة من الله -جل وعلا- بكرمه الواسع الذي لا يحد تصل إلى سبعمائة ضعف، وجاء في حديث تكلم فيه أهل العلم في المسند: ((إن الله ليضاعف لبعض عباده إلى ألفي ألف حسنة)) الحسنة إلى مليونين حسنة، إذا قرأت القرآن على الوجه المأمور به بالتدبر والترتيل حصل لك من الأجور الشيء الذي لا يخطر على بالك، ولا على بال غيرك، يعني أقل تقدير الختمة الواحدة فيها ثلاثة ملايين حسنة، وعند جمع من أهل العلم أن أجر الحروف يثبت بمجرد القراءة، ولذا يرجح بعضهم السرعة في القراءة كسباً لأجر الحروف، وهذا قول معروف عند الشافعية، ومنهم من يقول: لا، القراءة على الوجه المأمور به أعظم أجراً من السرعة، ولو قلت الحروف، الناظم -رحمه الله تعالى- يقول:
وبالتدبر والترتيل فاتلُ كتا ... ب الله لا سيما في حندس الظلمِ