الجنة بغير حساب ولا عذاب، ودخل ولم يبين الصحابة منهم من قال: لعلهم كذا، ومنهم من قال: لعلهم من ولد في الإسلام، ولعلهم من صحب النبي، ولعلهم كذا، فخرج عليهم النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يثرب عليهم؛ لأن الإتيان بحرف الترجي لا يعني الجزم، الإشكال في الجزم بمراد الله -جل وعلا-، المقصود أنه يفرق بين من له عناية بكتاب الله -جل وعلا-، وتكونت لديه الأهلية من خلال الخبرة والدربة والممارسة لكلام الأئمة، وبين شخص ليس له أدنى ارتباط بكلام الأئمة.
فما علمتَ بمحض النقل منه فقل ... وكل إلى الله معنى كل منبهمِ
يعني فوض الأمر إلى الله -جل وعلا-، لا تخض في الأمور المنبهمة المستغلقة التي لا تستطيع أن تدرك كنهها ومداها، هذا اتركه إلى الله -جل وعلا-، فلا تقل برأيك ((فمن قال في القرآن -برأيه- بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
ثم المرا فيه كفر فاحذرنه ولا ... يستهوينك أقوام بزيغهم
"ثم المرا فيه كفر" وجاء في الحديث: ((المراء في القرآن كفر)) خرجه أبو داود والحاكم عن أبي هريرة، والمراد بالمراء إما الامتراء وهو الشك، الامتراء فيه والشك، والقرآن لا ريب فيه، ولا شك ولا ارتياب، أو المراء الجدال العقيم الذي يوصل في نهايته إلى جحد ما أثبته الله -جل وعلا- في كتابه.
ثم المرا فيه كفر فاحذرنه ولا ... يستهوينك أقوام بزيغهم
أهل الزيغ الذين يتتبعون المتشابه، أو الذين أشار إليهم فيما تقدم.
يعني بعض المعاصرين أعمل رأيه في النصوص، فصار يضرب يميناً وشمالاً ولا يصيب المراد، قد يصيب المراد لكن هذا بغير علم يتخبط في كلام الله -جل وعلا-، وكلامه قد يستهوي السامع، يكون لديه من البيان ولديه من البلاغة ما يستطيع فيه سبك الكلام وضبط الكلام، فالقارئ يستهويه مثل هذا الكلام، وإن كان في الحقيقة زائغاً.
وعن مناهيه كن يا صاح منزجراً ... . . . . . . . . .
يعني يا صاحبي، ورخم فحذفت الياء ياء المتكلم وآخر الكلمة التي هي الباء.
وعن مناهيه كن يا صاح منزجراً ... والأمر منه بلا ترداد فالتزمِ