أو لم يُقم، المعوج يحتاج إلى إقامة، ويحتاج إلى استقامة، لكنه مع ذلك اتباعه للمتشابه وانصرافه عن النصوص المحكمة عن نصوص الوحيين، وعنايته بغيرهما، وطلبه الحق من غيرهما، يجعله يصل إلى هذا الحد حيران، كثير منهم أعلن الحيرة في آخر حياته.
حيران ضل عن الحق المبين فلا ... ينفك منحرفاً معوج لم يَقُم
هو الكتاب الذي من قام يقرؤه ... . . . . . . . . .
القرآن كلام الله.
هو الكتاب الذي من قام يقرؤه ... كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ
يعني وأنت تقرأ القرآن كأنك تخاطب الرحمن لأنه كلامه، يعني إذا أرسل لك شخص كتاب خط رسالة أرسلها لك بخطه وقلمه ووجهها إليك من فلان إلى فلان هو يخاطبك بهذا الكلام، الله -جل وعلا- يخاطبك بكلامه، بكتابه.
هو الكتاب الذي من قام يقرؤه ... كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ
كأنه يشافه الرحمن لأنه كلامه، فأنت تقرأ كلام الله بدون واسطة منه إليك، لكن مع الأسف أننا لا نقيم وزناً لهذا الكلام، ونقرأه ولا نتأثر، ولا يحرك فينا ساكناً، ولا فرق بين أن نقرأ سورة هود أو أي سورة من القرآن، أو نقرأ في جريدة أو نسمع شريط، أو نسمع أخبار ما في فرق عندنا، نقرأ القرآن وكأنه لا يعنينا، وقلت مراراً: إن المسئولين إذا جاءهم نظام جديد ممن فوقهم يرسل هذا النظام إلى الجهات الرسمية للعمل بموجبه، يستلمه مدير هذه الجهة، يستلمه في آخر الدوام، يقول: نتركه إلى الغد؟ لا، مباشرة يفتحه ويشوف هذا جاء من الجهات العليا، ويتأمله حرفاً حرفاً، هذا في آخر الدوام، من الغد يجمع له الوكلاء ورؤساء الأقسام يقرأ عليهم ويقرؤون عليه، ويتدارسونه فيما بينهم، إن فهموه بها ونعمت وإلا طلبوا اللوائح التفسيرية، هذا ما هو الواقع؟ هذا الواقع، لكن جاءنا هذا الكتاب من الله -جل وعلا- هل نصنع فيه شيء مما نصنعه في مثل هذه الأنظمة؟ هذه أنظمة مخلوقين، وقد يبدو لك ملاحظات على هذا النظام ترفعها إلى الجهات يدرسونها ويعدلون، لكن هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
هو الكتاب الذي من قام يقرؤه ... كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ
هو الصراط هو الحبل المتين هو الـ ... ميزان والعروة الوثقى لمعتصمِ