للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا إذا سعيا في حفظه للقرآن، ولا شك أن الله -جل وعلا- لا يخيب الآمال ولا يضيع الأعمال؛ لأن بعض الناس يحرص أشد الحرص، ويبذل جميع الأسباب من أجل أن يحفظ ولده القرآن ولا يتم ذلك، وله أجر المجاهدة، وبعض الناس مهمل لأولاده، وقد حدثني بنفسه يقول: والله ما علمت أن الأولاد يحفظون القرآن حتى دعيت إلى الحفل وكُرمت وكان من بين الحفظة اثنان من أولاده، على كل حال فضل الله لا يحد، لكن الذي لا يبذل لا يستحق، والذي يبذل ويعجز {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [(٢٨٦) سورة البقرة] والنتائج بيد الله -جل وعلا-.

قالا: بماذا كسيناها؟ فقيل: بما ... أقرأتما ابنكما فاشكر لذي النعمِ

الولد حينما يدعو لوالديه، وجاء في الحديث: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث)) ومنها: ((أو ولد صالح يدعو له)) إذا لم يكن بذل السبب في صلاح هذا الولد أو العكس بذل ما يعينه على الفساد، فالوصف الذي هو الصلاح لا شك أن الولد إذا كان صالحاً مظنة أن تجاب دعوته، ما لم يكن ثم مانع من قبل الوالد، ولذا جاء في قول الله -جل وعلا-: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [(٢٤) سورة الإسراء] يعني لهذه العلة، لكن إذا كان الوالد ما رباه صغيراً، أهمله وضيعه، وخان الأمانة فيه، لا يستحق مثل هذه الدعوة، وإن وجد السبب بدعوة الولد لكن المانع من قبل الأب قد يُحول دون الاستجابة، فهناك أسباب وهناك موانع.

انتهى المقروء؟

طالب:. . . . . . . . .

إلى أين قرأت؟

طالب:. . . . . . . . .

قالا: بماذا كسيناها؟ فقيل: بما ... أقرأتما ابنكما فاشكر لذي النعمِ

كمل.

طالب:. . . . . . . . .

إي نعم.

وقد أتى النص في الطولين أنهما ... ظل لتاليهما في موقف الغممِ

وأنه في غد يأتي لصاحبه ... مبشراً وحجيجاً عنه إن يقمِ

أن يقم بحدوده، ويقم به ولا ينام عنه، يأتي حجيجاً عنه مخاصماً يوم القيامة، وكما جاء في سورتي البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما، والقرآن إما حجة لك أو حجة عليك.

والملك والخلد يعطيه ويلبسه تاج ... الوقار الإله الحق ذو الكرمِ

يلبس تاج الوقار كما أن الوالدين أيضاً يكسون الحلتين اللتين سبق الكلام عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>