للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الظاهر أنه غير منفهم، نعم "من عويص غير منفهم" كأن هذا أقرب، العويص المستغلق الذي لا يفهم، يعني آيات الأحكام هل أشكلت على أهل العلم؟ ما وجدوا لها حل؟ وقفوا أمامها حائرين؟ أبداً، تكلموا فيها، وإن اختلفت فهومهم، لكنهم يفهمون.

أم من صلاح ولم يهدِ الأنام له ... . . . . . . . . .

لا خير إلا دل الأمة عليه، لا خير إلا دل عليه.

. . . . . . . . . ... أم باب هُلكٍ ولم يزجر ولم يلمِ

وهذا في القرآن واضح، أبواب الخير دل الناس عليها، وأرشدهم إليها، وأبواب الشر أوصدها، وزجر عنها.

. . . . . . . . . ... أم باب هلك ولم يزجر ولم يلمِ

أم كان يغني نقيراً عن هدايته ... جميع ما عند أهل الأرض من نظمِ

من نَظم أو من نُظم، أما ما نظمه البشر في كلامهم ومؤلفاتهم المنظومة والمنثورة، أو من نُظم تفرض على الناس وتسن على الناس هذه لا تغني نقيراً عما جاء في القرآن.

أخباره عظة أمثاله عبرٌ ... وكله عجب سحقاً لذي صممِ

يعني من صم أذنيه عن سماع القرآن وعن فهم القرآن.

لم تلبث الجن إذ أصغت لتسمعه ... إن بادروا نذراً منهم لقومهم

يعني في سورة الأحقاف، نعم {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ} [(٢٩) سورة الأحقاف] يقول:

لم تلبث الجن إذ أصغت لتسمعه ... إن بادروا نذراً منهم لقومهمِ

الله أكبر ما قد حاز من عبر ... ومن بيان وإعجاز ومن حكمِ

الله أكبر ما قد حاز القرآن من عبر وعظات ومن بيان وبلاغة وإعجاز، ومن حكم وأحكام.

والله أكبر إذ أعيت بلاغته ... وحسن تركيبه للعرب والعجمِ

"الله أكبر" تعجب.

. . . . . . . . . إذ أعيت بلاغته ... وحسن تركيبه للعرب والعجمِ

ما استطاع، وكل ينهل من معينه ولم ينضب، وكل من جاء على تتابع العصور وعلى مر القرون والدهور كل من جاء فسر القرآن وأتى بالعجائب ولن تنقضي هذه العجائب.

كم ملحد رام أن يبدي معارضة ... فعاد بالذل والخسران والرغمِ

وذكرنا ما أثر عن مسيلمة، وما ألفه أبو العلاء المعري في هذا الباب وغيرهما.

هيهات بعداً لما راموا وما قصدوا ... . . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>