{قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [(٢٣) سورة الشورى] والمودة: خالص المحبة، والمراد بذوي القربى آله -عليه الصلاة والسلام-، ويدخل فيهم دخولاً أولياً ذريته وأزواجه فهم ذوو القربى {لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [(٣٣) سورة الأحزاب] والمراد بذلك السياق في نساء النبي -عليه الصلاة والسلام-، فنساؤه من أهل بيته بالنص، فلا مجال لمحبة الآل وإخراج النساء، يعني من التناقض أن يدعي مدعي أنه يوالي أهل البيت، ويبغض بعض نساء النبي -عليه الصلاة والسلام-، الذين دخلوهن في أهل البيت دخول أولي، والقربى كما تطلق على القرابة من حيث النسب، تطلق أيضاً بالنسبة للقرابة الحسية، فأزواجه -عليه الصلاة والسلام- أقرب الناس إليه لمعاشرته إياهم، واختلاطه بهم.
فـ "مودة القربى بها أتوسل" والناظم -رحمه الله وتعالى- جمع بين الصحب والآل الذين هم ذوي القربى للرد على طائفتين من طوائف المبتدعة؛ فالشطر الأول رد على الروافض الذين يبغضون الصحابة ويكفرونهم، والشطر الثاني رد على النواصب الذين ينصبون العداء لأهل البيت.
يقول:"بها أتوسل" التوسل: التقرب إلى الله -جل وعلا-، فنحن نتقرب إلى الله -جل وعلا- بحب الصحابة ومودة ذي القربى، فلا بد من الجمع بين الأمرين.
والتوسل: منه الممنوع ومنه المشروع، فالتوسل بذواتهم ممنوع، والتوسل بمحبتهم مشروع؛ لأنه دين قربى إلى الله -جل وعلا- والتقرب إلى الله -جل وعلا- والتوسل إليه بالعبادة بعبادة الإنسان، ومنها محبة الصحابة ومودة ذوي القربة مشروعة، ولذا في حديث أصحاب الغار الثلاثة توسلوا بأعمالهم الصالحة، وسيق الخبر مساق المدح؛ فالتوسل بالأعمال الصالحة مشروع بخلاف التوسل بالذوات فهو ممنوع.