لو نظرنا إلى حياتنا العادية، نعم، تجد شخص ثري متنعم في دنياه موسع على نفسه، وشخص دونه في المنزلة، شخص عنده مائة مليون، وشخص عنده خمسين مليون، أو عشرة ملايين، هذا متنعم بنعيم يليق بنعيم الدنيا، ومتوسع فتجد الخادم عند هذا المتنعم أفضل حالاً من كثير من الأثرياء، تجد هذا السائق مثلاً، أو الخادم يسكن في ملحق عند هذا الثري، هذا الملحق خير من بيوت كثير من الأغنياء، هل نقول: إن هذا الخادم أفضل من هؤلاء الأغنياء؟ يتنعم بأفخم المساكن والسيارات والملابس والمطاعم والمشارب، وما أشبه ذلك من متع الدنيا، وهو خادم عند هذا الثري، دونه في الثراء طبقة ثانية يتنعمون لكنهم أقل، فهذا الخادم هل نقول: إنه أفضل من هؤلاء الأغنياء؟ ما يقول هذا عاقل أبداً؛ لأنه ما وصل إلى هذه المنزلة بذاته، إنما وصلها بغيره، يعني ما تلاحظون أن ملاحق بعض الناس أفضل من بيوت كثير من الناس موجود، وفي شخص عمر قصور، وفيها ملاحق الملاحق كلفت الملايين، بل عشرات الملايين، فقيل له لما نظرها بعض الناس: هذا مكانه غير لائق لو نقلته إلى هناك، ففوراًً هدمها ونقلها إلى مكان آخر.
فمثل هذا السائق عند هذا الشخص أو هذا الخادم نقول: هل هذا أفضل من بقية الأغنياء الذين هم دون منزلة هذا؟ لا، الشيء الذي يثبت للإنسان على طريق التبعية لا يحكم له به على جهة الاستقلال، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
يلزم هذا، يلزمه، هذا من لازم قوله مثل هذا الكلام أن زوجة العالم الأفضل فوق العالم الذي هو أدنى منه؛ لأنها معه في المنزلة، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ – يعني في نفس المنزلة- وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} [(٢١) سورة الطور] المقصود أن هذا قول مردود مرذول لا يلتفت إليه.
حب الصحابة كلهم لي مذهب ... ومودة القربى بها أتوسل