ولا عرف عن أحد من السلف أنه أخرج بنته أو جاريته تغني للناس الأجانب، كما يفعل الآن، لا شك أن هذا تلبيس على الناس من يستدل بهذا على هذا، والآلات معروف حكمها أنها لا تجوز، والنغمات الموسيقية التي نسمعها في بيوت الله -جل وعلا-، وفي أشرف البقاع لا شك أن هذا أمر مؤسف ومحزن، فضلاً عن أن يكون يصدر هذا من طالب علم، نعم قد ينازع بعض الناس في بعض النغمات، فيقول: هذه ليست بموسيقى، أنا لا أطرب من هذا الصوت، نقول: الحكم بيننا وبينك جرس الدواب، الذي جاء منعه، والنهي عنه، في صحيح مسلم وغيره، فإن كانت هذه النغمة مثل جرس الدواب، وكلكم تعرفون الجرس، جرس الدواب، والصوت الذي يصدر منه، وهو دون ما نسمعه وسمعناه اليوم بمراحل، وجاء منعه في الحديث الصحيح، فإذا كانت النغمة مثل جرس الدواب تمنع، وإن كانت أشد إطراباً فمن باب أولى، إن كانت دونه سار للنظر مجال، والذي نسمعه حتى من بعض طلاب العلم أشد مما يصدر من جرس الدواب.
يسأل عن كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي؟
هذا الكتاب جامع وطيب، لكنه ليس بعمدة؛ لأن المعول في الكتب على الأصول، يعني تريد أن تدخل مذهب الحنفية من كتاب الفقه الإسلامي، نقول: لا يا أخي، انقل مذهب الحنفية من كتاب الحنفية، تريد أن تذكر مذهب المالكية وتعزوه إلى ... نقول: لا.
إذًا ماذا نستفيد من الفقه الإسلامي؟
الفقه الإسلامي كدليل يرجعك إلى المصادر الأصلية؛ لأنه يحيل إلى المصادر بالجزء والصفحة، قال في الفتح القدير كذا جزء كذا، صفحة كذا، ارجع إلى فتح القدير وثق، وقل: قال الحنفية كذا كما في فتح القدير، قال المالكية كذا كما في المدونة وشرح الحطاب وشرح كذا، ارجع إليها، وخذ كلام أهل العلم من كتبهم، وقال الشافعية كذا ترجع إلى الأصول بنفسك.