وأقول في القرآن ما جاءت به ... آياته فهو الكريم المنزَلُ
"وأقول في القرآن" يعني أعتقد، وقولي وعقيدتي ومذهبي في القرآن ما جاءت به آياته، من أنه كلام الله -جل وعلا-، المنزل على نبيه -عليه الصلاة والسلام-، بواسطة جبريل -عليه السلام-، أنزل أو نزِّل في ليلة القدر من رمضان، والعلماء يختلفون في هذا التنزيل، هل هو إنزاله جملة كما ثبت عن ابن عباس في هذه الليلة إلى السماء الدنيا، أو بداية التنزيل في رمضان، ثم أنزل باقيه مفرقاً منجماً في ثلاث وعشرين سنة، التي هي عمر الرسالة من البعثة إلى وفاته -عليه الصلاة والسلام-، فعرف عن ابن عباس أن القرآن أنزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم بعد ذلك ينزل جبريل به إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- مفرقاً منجماً على حسب الوقائع، وعلى حسب الأسباب الداعية إلى التنزيل في هذه المدة التي هي ثلاث وعشرون سنة، ومنهم من يقول: إن بداية التنزيل إنما كانت في رمضان، ثم بعد ذلك ينزل منه ما يحتاج إليه، وينبعث السبب الداعي إليه في المناسبات وفي الوقائع، فنزوله منجمًا على هذه الكيفية.
وأقول في القرآن ما جاءت به ... آياته. . . . . . . . .
وهو كلام الله -جل وعلا-، منه بدأ، وإليه يعود، فالقرآن كلام الله، وكلامه المسموع منه -جل وعلا- بحرف وصوت، كما يقرر ذلك أهل السنة والجماعة، على ضوء ما جاء به الأدلة الكثيرة، فالنداء لا يكون إلا بصوت، والكلام لا يكون إلا بحرف، فكلامه -جل وعلا- مسموع بصوت وحرف، سمعه جبريل، ثم بلغه من شاء من عباده من أنبيائه ورسله -عليهم الصلاة والسلام-.