المعتزلة من حججهم وشبههم في نفي الميزان أن الله -جل وعلا- ليس بحاجة إلى وزن الأعمال، فقد كتبت وهو يعرفها، ويعرف النتيجة، وأن هذا سعيد، وأن هذا شقي، وأن هذا من أهل النار، وأن هذا من أهل الجنة، وهو في بطن أمه قبل أن يخلق، قبل أن يوجد، وفي علم الله -جل وعلا- ذلك قبل ... المقصود أن هذه من شبههم، والفائدة من الميزان كما قرر أهل العلم أن يقتنع كل إنسان بنتيجته، فلا يقول من دخل الجنة: أنا دخلت الجنة بعملي، ولا يقول من دخل النار: أنا عذبت وعوقبت بأكثر مما أستحق، فإذا نظر إلى عمله وقرر عليه، وأقر به واعترف، ووضع في الميزان ليس له حجة، فينقطع عذره، وتخرج النتيجة من عالم الغيب إلى عالم الشهود.
فإنكار الميزان من شأن المبتدعة، وهو ثابت بنصوص الكتاب والسنة، ومن أنكر الميزان إنكاراً لا تأويل له فيه هذا لا شك أنه يكفر، لكن من تأوله وقال: نعم نقر بالميزان، وأنه ميزان معنوي، ولا شك أن بدعته مغلظة وكبيرة، لكن القول بتكفيره مع وجود مثل هذا التأويل قد يكون بعيداً.
وأقر بالميزان والحوض الذي ... أرجو بأني منه ريا أنهلُ