الحوض حوض النبي -عليه الصلاة والسلام-، ونهر الكوثر الذي أعطيه -عليه الصلاة والسلام- من الأمور الثابتة بالدلائل القطعية بنصوص الكتاب والسنة، أما في الكتاب فالسورة المشهورة بالكوثر {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [(١) سورة الكوثر] وهو نهر في الجنة، نهر في الجنة مسيرة شهرة، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وآنيته عدد نجوم السماء، يشرب منه من تبعه -عليه الصلاة والسلام-، ويذاد عنه من خالف، وهل الحوض هو الكوثر النهر المعروف أو غيره؟ وهل الحوض خاص بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، أو لكل نبي حوض؟ دلت الأدلة أن لكل نبي حوض، والنهر، نهر الكوثر خاص بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، وثبت أنهم يردون الحوض، ترد أمته الحوض، ويعرفهم بسيماهم من آثار الوضوء، ويذاد عنه من يذاد، فيقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((إنهم أصحابي)) فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، يعني من المرتدين المغيرين المبدلين؛ فليحرص الإنسان على الإتباع، وأن لا يعمل عملاً إلا بأثر لينال مثل هذا الشرف؛ لأن من شرب منه لم يظمأ، من شرب من هذا الحوض لم يظمأ أبداً، فإذا كان يذاد عنه المرتد، ويذاد عنه المغير والمبدل لشرع الله؛ لأنه أحدث بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، والحدث يشمل الحدث المخرج عن الملة، ويشمل الحدث المخالف الذي يتضمن مخالفة من بدع ونحوها، فعلى الإنسان أن يلزم السنة.
وأقر بالميزان والحوض الذي ... أرجو بأني منه ريا أنهلُ
عبيد الله بن زياد والي من الولاة كان ينكر الحوض، فسأل عنه بعض الصحابة وأخبره بعض الصحابة ثم اعترف به، وفي حديث أبي برزة عند أبي داود أن أبا برزة -رضي الله عنه- دخل على عبيد الله بن زياد، وقال له عبيد الله بن زياد: إن محمديكم الدحداح، يعني ينبز أبا برزة بنسبته إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، وينبذه بلقب، ويعيبه بعيب، وما له عيب سوى صحبة النبي -عليه الصلاة والسلام-، فطال الكلام بينهما فأخبره عن الحوض، وأحاديث الحوض متواترة، ثبوتها قطعي، وأجمع عليه سلف الأمة، وبعد ذلك قال به.