وعلى كل حال المخالفة لا تضر إلا صاحبها، يعني لو افترضنا أن ابن زياد هذا مع أنه مخالف في أمور كثيرة يخالف لا يضر إلا نفسه، وسخريته من الصحابي بنسبته إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، ونبذه إياه، وتلقيبه إياه بالدحداح لا شك أن هذا دليل على استهتار، وهذا من شؤم مخالفة السنة، فمخالفة السنة تجر إلى مثل هذا، نسأل الله السلامة والعافية.
. . . . . . . . . والحوض الذي ... أرجو بأني منه ريا أنهلُ
يرجو الناظم كما يرجو غيره من المسلمين أنهم يشربون من هذا الحوض حتى يرتووا منه، والنهل هو أول الشرب، ينهل ثم يعل، يعني يشرب مرة بعد أخرى.
ثم قال -رحمه الله-:
وكذا الصراط يمد فوق جهنم ... فمسلم ناج وآخر مهملُ
الصراط يمد على متن جهنم، لا بد أن يجوزه الناس كلهم، ويكون جوازهم له على حسب أعمالهم، فمنهم من يكون مروره كالبرق، ومنهم من يكون كأجود الريح، ومنهم كأجاويد الخيل، ومنهم من يمشي، ومنهم من يهرول، ومنهم من يحبو، ومنهم من يكبو ويكب على وجهه في النار، نسأل الله السلامة والعافية.
وكذا الصراط يمد فوق جهنم ... . . . . . . . . .
وجهنم اسم من أسماء النار، نسأل الله العافية.
"فمسلم ناج" في بعض النسخ: "فموحد ناج" وأما المشرك فإنه لا ينج، المشرك لا ينج، بل يكب.
"وآخر مهمل" في بعض النسخ: "يهمل" المسلم الذي هو الموحد ينجو، ويجوز الصراط بحسب عمله، وأما الآخر غير المسلم غير الموحد، وهو المشرك يهمل، فلا يعان على جوازه، فيكب على وجهه في النار، نسأل الله السلامة والعافية.
والنار يصلاها الشقي بحكمة ... . . . . . . . . .
النار لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى.
والنار يصلاها الشقي بحكمة ... وكذا التقي إلى الجنان سيدخلُ