فهذا يدل على أن المعذبين لا يسمع عذابهم، وقد يسمع من باب الاعتبار، أو قد يرى في النوم شيء من هذا، أو قد يحصل أن ينبش قبر لأمر من الأمور فيرى العذاب فيه، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب في قصص كثيرة في كتاب له أسماه:(أهوال القبور) ويكون هذا لحكمة ليعتبر ويدكر من حاله، وقد تظهر بعض العلامات أثناء التغسيل علامات حسن الخاتمة أو ضدها، كل هذا ليعتبر المكلف ويدكر ويزدجر، فإن رأى العلامات الحسنة سأل عما كان يعمله من الأعمال الصالحة وعمل مثله، وإن كان بخلاف ذلك سأل أيضاً ليحذر من هذه الأعمال التي يرتكبها من ختم له بسوء، نسأل الله العافية، يُسأل يسأله الملكان، وجاء في تسميتهما المنكر والنكير، وهما ملكان، وقال بعضهم: إنهما ثلاثة أو أربعة بشير ومبشر، ومنكر ونكير، وجاءت بذلك روايات لا تثبت، وإنما الثابت أنهما ملكان، وتسميتهما بمنكر ونكير جاءت في بعض الأحاديث من طرق متعددة، مما يدل على أن له أصلاً.
هذا اعتقاد الشافعي ومالك ... . . . . . . . . .
هذا اعتقاد الأئمة الأربعة، الشافعي ومالك ...
. . . . . . . . . ... وأبي حنيفة ثم أحمد ينقلُ
ذكر الأربعة غير مرتبين، والنظم له ظروفه، فقد لا يستطيع الناظم أن يأتي بهم على الترتيب الزمني، وقد لا يستطيع أن يأتي بهم على الحروف، ترتيبهم على الحروف؛ لأنه قد لا يطاوعه النظم، فيأتي بهم كيفما اتفق، وهنا قال:
هذا اعتقاد الشافعي ومالك ... وأبي حنيفة ثم أحمد ينقلُ
الشافعي هو الثالث منهم، ومالك الثاني، وأبو حنيفة الأول، ثم أحمد هو الرابع، ولو قال: أحمد ثم الشافعي ثم مالك ثم أبي حنيفة نقول: رتبهم على سبيل الترقي، ولو قال: أبو حنيفة ثم مالك ثم الشافعي ثم أحمد نقول: رتبهم ترتيباً زمنياً على سبيل التدلي.