من أهل العلم من عرف بالتفنن، بمعنى أنه يحسن العلوم كلها، وإذا تكلم في علم ظننت أنه لا يحسن غيره، بمعنى أنه لا يغلب عليه علم من العلوم بحيث يطغى على غيره، وإنما يكون متفنناً عارفاً بالقرآن وعلومه كأهله، وعارفاً بالسنة وعلومها كأهلها، وعارفاً بالفقه كالفقهاء قواعده وأصوله، وعارفاً بالاعتقاد ومذاهب الناس، المقصود أنه يوجد مثل هذا، ولذا تجد في تراجم العلماء في السير وغيرها، يقال: المفسر، المحدث، الفقيه، المتفنن، الأديب، المؤرخ؛ لأنه مشارك في جميع هذه العلوم، لكن إن رجح عنده علم من العلوم غطى على غيره.
فإن اتبعت سبيلهم فموفق ... . . . . . . . . .
لا شك أن هذه علامة التوفيق أن يكون الإنسان مقتدياً بهؤلاء السلف، يتبع سبيل من سلف، اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، وهذه علامة التوفيق، توفيق الإنسان أن يكون على الجادة وليست عنده شواذ، متبع لا مبتدع.
فإن اتبعت سبيلهم فموفق ... وإن ابتدعت فما عليك معولُ
يعني اخترعت قولاً تنسبه إلى الدين مما لم يسبق له شرعية في الكتاب ولا في السنة "فما عليك معولُ" فأنت متروك مطرح أنت وما ابتدعته على حد سواء.
هذا السائل يقول: هل تنصح خريج الشريعة أن يفتح درس يشرح فيه بعض المتون؛ ليكون ذلك دافعاً له للاطلاع والمراجعة؟