الأمر الثاني: لا شك أنها ثابتة في السنة، ولكن يبقى الإشكال هل المراد بالذات أنها النفس؟ شيخ الإسلام يذكر الحديث بصيغة التمريض فيقول: وقد روي في الحديث المرفوع وغير المرفوع: ((تفكروا في آل الله، ولا تتفكروا في ذات الله)) فإن كان هذا اللفظ أو نظيره ثابتاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فقد وجد في كلامهم إطلاق اسم الذات على النفس كما يطلقه المتأخرون، والمعول عليه في هذا هل يثبت الحديث؟ شيخ الإسلام يؤكد ما قاله أهل اللغة من أن الكلمة مولدة، فنجد أن ابن برهان حينما قال: إطلاقه على الله جهل، عنده شيء من الحق، النزاع في المعنى الذي يطبق عليه لفظ الذات، وعلى كل حال ما دام أثبتها شيخ الإسلام، وهو من عنده من الغيرة على العقيدة، وعنده أيضاً من الإحاطة بالنصوص التي تتعلق بالإخبار عن الله -جل وعلا- ما عنده، يكون الأمر فيه شيء من السعة.
طالب:. . . . . . . . .
يعني ما جاء في حديث أبي هريرة من قصة إبراهيم وأنه كذب في ذات الله، إذا أردنا أن نبدل في ذات الله النفس؟ يستقيم وإلا ما يستقيم؟ ما يستقيم، ولذا أورد شيخ الإسلام حديث:((تفكروا في آل الله ولا تتفكروا في ذات الله)) قال: إن ثبت الحديث أثبتناه، إن ثبت الحديث أثبتناه، وصدره بصيغة التمريض، وعلى كل حال شيخ الإسلام يكثر من ذكره، يكثر من ذكر الذات، وهو من أغير الناس على العقيدة، ومن أدقهم في استعمال الألفاظ -رحمه الله-.
طالب:. . . . . . . . .
قال: سنده جيد، لكن شيخ الإسلام وهو معني بهذه الأمور، هم قالوا: إنه موقوف، ومنهم من أثبته مرفوعاً.
طالب:. . . . . . . . .
لكن في ذات الله هي اللي فيها الكلام، هي التي فيها الكلام، التي إن ثبتت أثبتنا الكلام، وإن لم تثبت ففي إثباتها نظر.
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب:. . . . . . . . .
احنا نريد أن نجعل النفس بدلها كلمة ذات، ما أثبته الله لذاته شيخ الإسلام يقول: ما أثبته الله لنفسه، هل نستطيع أن نقول: ما أثبته الله لذاته، كما يقولون: الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات؟ يعني عن النفس، معلوم أنه جاء أخبار صحيحة في ذات الله، في ذات الله، لكن هي ليست التي نريد، ليست هي التي نريد.