قال المصنف: بالنظر في الوجود والموجود، بالنظر في الوجود والموجود، ولا شك أن المصنف متأثر بما قرأه من كتب الكلام، بأقوال متكلمين، ولذلكم لما شرح المقدمة والفرق بين المذاهب السلف والخلف، قال: إن مذاهب السلف يشمل الطوائف الثلاث، يعني أهل السنة ثلاث فرق عنده، وقرر هذا والذين اختصروا كلامه قرروه، لكنه كلام مردود، يعني كيف ينفي ما أثبته الله لنفسه ويكون من أهل السنة؟ ينفي ما أثبتته السنة ونقول: من أهل السنة؟ ومن العجيب والطريف أن السنة كل يدعيها؛ لأنها وصف تشريف، كل يدعيها، إلا الرافضة، هم الذين لا يدعون السنة، ولا يمكن أن يقول، بل عيب، وذم، ذم شديد إذا وصف فلان بأنه سني.
طيب قوله: بالتسديد يعني بالنظر في الوجود والموجود كأنه يقرر أن أول واجب على العبيد معرفة الله بالنظر، أو القصد إليه، على ما يقوله المتكلمون، لكن هذا القول قول محدث، محدث الذي عند أهل السنة والجماعة أنه معرفة الله -جل وعلا- بالفطرة التي تدعمها الأدلة، {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [(١٩) سورة محمد]، {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [(٢٥) سورة الأنبياء]، فالمفروض على العباد، وأول واجب عليهم العلم بذلك، العلم بأنه لا إله إلا الله، وسواءً كان هذا في أوساط المسلمين أو كان من غير المسلمين ويريد الدخول في الإسلام، وحينئذ يكون ما يدل عليه قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله)).