"بأنه واحد لا نظير"، بأنه -جل وعلا- واحد في ربوبيته لا خالق معه ولا رازق، وأنه واحد في ألوهيته، لا شريك له فيما يتعبد به المسلم، وواحد في أسمائه وصفاته لا ند له، ولا مثيل -جل وعلا-، ولا وزير، يقول: لا نظير له ولا شبه ولا وزير، يعني لا وزير يعينه؛ لأن القصد من الوزير الذي يتخذه المخلوق من أجل أن يعينه على نوائبه، {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي} [(٢٩) سورة طه]، يعني يعينني على تبليغ ما حملت، {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي} من شد الأزر، وهو الإعانة على النوائب، فالله -جل وعلا- لا نظير له ولا شبه ولا وزير؛ لأنه ليس بحاجة، ليس بحاجة إلى من يعينه، وقد يقول قائل: إن الله -جل وعلا- وكل الملائكة بالأعمال، وكل الملائكة بالأعمال، الحفظة الذين يكتبون الحسنات والسيئات، بعضهم موكل بالقطر، وبعضهم موكل بالوحي، وبعضهم موكل بالنار، وبعضهم موكل بالجنة وهكذا، اختص كل مجموعة بأعمال أنيطت بهم، هل هذا من هذا النوع؟ يعني حينما يتخذ السلطان أعوان، وزراء، ويكل إليهم أعمال الدولة، لا شك أنه فعل ذلك؛ لأنه محتاج إليهم، لا يمكن أن يقوم بالأمر بمفرده، لكن الله -جل وعلا- اتخذ هؤلاء مع أنه قادر على أن تسير هذه الأمور بدون غيره؛ لأنه لا يثقله ولا يكرثه شيء، كن فيكون، ويحاسب الخلائق كمحاسبة واحد، ويرزق الخلائق كما يرزق واحد، ويحيي الخلائق كما يحيي واحد، وينفخ في الصور فيموت الناس جميعاً، ينفخ في الصور يبعث الناس جميعاً، لا حاجة إلى ما يعين؛ لأنه -جل وعلا- قادر بدون من يعين، جاء في كلام المصنف بأنه واحد في شرحه قال: لا يتجزأ ولا ينقسم، ويقول غيره: أنه لا يتعدد ولا يتركب واحد، لا يتجزأ ولا ينقسم، هل نحن بحاجة إلى مثل هذا الكلام؟ لسنا بحاجة إلى مثل هذا الكلام، لسنا بحاجة إلى هذا الكلام، وإذا قالوا مثل هذا الكلام لزمت عليه لوازم، ولم يرد به نص من كتاب ولا سنة، ولا أثارة من علم، ولا قول صاحب، فلسنا بحاجة إلى ذكره.