الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فيقول الناظم -رحمه الله تعالى-:
في الباب الأول: في معرفة الله تعالى وما يتعلق بذلك من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، ويريد بذلك الأشاعرة، وأسماءه تعالى كلامه وغير ذلك.
هذه الصفات التي يثبتها المتكلمون وهي السبع ذكرها الناظم -رحمه الله- تعالى بقوله:
له الحياة والكلام والبصر ... سمع إرادة وعلم واقتدر
"له" يعني يثبت له هذه الصفات التي أولها الحياة، ودليل إثباتها النص، السمع، {اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [(٢) سورة آل عمران]، "الحي": حياة كاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه، "له الحياة" ويثبتها المبتدعة بالعقل، من أثبتها منهم أثبتها بالعقل كما أنه أثبتها أيضاً بالدليل القطعي وهو القرآن، وجاء اسمه الحي الذي منه صفة الحياة، مقروناً بالقيوم، في ثلاثة مواضع، في آية الكرسي، وفي مطلع آل عمران، {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [(١١١) سورة طه]، وفي سورة طه، ثلاثة مواضع، وبعضهم يرى أن هذا الاسم المقرون بالقيوم الحي القيوم هو الاسم الأعظم، وقال: إنه في ثلاثة آيات من القرآن.
على كل حال حياة الله -جل وعلا- صفة أزلية ثابتة بالكتاب والسنة، وإجماع سلف هذه الأمة كما أنها مما يدل لها العقل، مما يدل لها العقل، إذ كيف يتصرف في المخلوقات ويخلق ويرزق ويدبر ويحيي ويميت، وهو غير حي؟ فإثباتها بالنقل بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها إضافة إلى دلالة العقل.