هو تلفظ حال النزول، تلفظ حال النزول، يلقيه الله -جل وعلا-، يتكلم به الرب -جل وعلا- بصوت يسمعه جبريل، هذه الحادثة سبب لنزول قوله تعالى، فلما حصلت هذه الحادثة أوحى الله إلى جبريل، تكلم به الرب -جل وعلا-، وسمعه جبريل منه بدون واسطة بصوت يسمع، فنزل به القوي الأمين إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وهذه القرآن الذي نزل به جبريل مرة يضاف إلى الله؛ لأنه كلامه، وهو الذي قاله ابتداءً، ومرة يضاف إلى جبريل؛ لأنه هو الذي نزل به من عند الله، ومرة يضاف إلى محمد -عليه الصلاة والسلام-، {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [(٤٠) سورة الحاقة]، وكونه يضاف إلى أكثر من واحد وهو كلام واحد يدل على أن الإضافة هذه ليست إضافة ابتداء، إذ لو كانت إضافة ابتداء لأضافه إلى محمد أو إلى جبريل فقط، لكن لما أضافه إليهما دل على أنهما وسائط ومبلغين عن الله -جل وعلا-، فجبريل واسطة بين الرب -جل وعلا- ومحمد، ومحمد واسطة بين جبريل وأمته، قد يقول قائل: كيف تمنعون الواسطة وتثبتونها، الله -جل وعلا- ليس بينه وبين خلقه واسطة، نقول: نعم تثبت الواسطة فيما عند، ما ينزل من الله -جل وعلا- إلينا، وتنفى الواسطة فيما يرفع إلى الله -جل وعلا- منا، فلا واسطة بيننا وبين الله في أعمالنا، نعبد الله مباشرة، ندعو الله مباشرة، نتقرب إلى الله -جل وعلا- بدون واسطة، وأما بالنسبة لما ينزل منه، فلا بد من واسطة.
له الحياة والكلام والبصر ... . . . . . . . . .
له بصر يبصر به جميع المبصرات، له عينان على ما يليق بجلاله وعظمته، وعظمته، مع اعتقاد التنزيه، وعدم مماثلة المخلوقين، فإثباتها ينفي التعطيل، والتنزيه ينفي التمثيل، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [(١١) سورة الشورى]، والسميع البصير هذا البصر تدرك به المبصرات، والله -جل وعلا- لا يحول شيء دون بصره، يعني إذا كان المخلوق يبصر بعينين لكن هذا البصر قاصر مسافته محدودة، ويحول دون المبصر ما يحول من الأجسام الكثيفة، بينما الله -جل وعلا- لا يحول دون بصره شيء، وله -سبحانه وتعالى- سمع وإرادة.
له الحياة والكلام والبصر ... سمع إرادة، وعلم واقتدر