عِ: فعل أمر، والأصل أنه بدون ياء؛ لأن هناك أفعال جاءت على حرف واحد، قِ من الوقاية، حرف واحد، فعِ واستبن، من وعاه يعيه إذا حفظه وجمعه {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [(١٢) سورة الحاقة]، منهم من يقول: إن أسلوب، الأسلوب الذي يطلق على الوعظ والإرشاد والتوجيه يسمونه توعية، يسمونه توعية، وهو بهذا التعبير لا يوجد في كلام السلف، إنما هو حادث، تسمية حادثة، واشتقاقها ما فيه إشكال، إذا قيل: عِ من الوعي وتعيها، لكن كل ما كان الإنسان في تعبيراته ألزم لاصطلاحات سلف هذه الأمة كان أقرب إلى الصواب، يعني تجد على كرسي مدرس مكتوب التوعية الإسلامية، التوعية الإسلامية وفيها دروس، وفيها علم، يعني ما هي من الأساليب المطروقة عند سلف هذه الأمة، عرفت حادثاً، تطلق يعني على التعليم وعلى التوجيه وعلى الإرشاد وكذا.
أقول: كل ما كان الاستعمال والاصطلاح موافق لاستعمال السلف واصطلاحهم، كان أدق وأبعد عن دخول غير المراد به، وعلى كل حال الخطب سهل.
"فع واستبن"، السين والتاء للطلب أي أطلب البيان من مظانه، يعني ابحث في هذه المسألة، بما تتعلق القدرة والإرادة؟ وأعطاك إشارة مختصرة، لكن إذا أردت التوسع فعِ واستبن، اجمع من الكتب واستبن اطلب البيان من أهل العلم سواءً كانوا أمواتاً أو أحياء.
والعلم والكلام قد تعلقا ... بكل شيء يا خليلي مطلقا
"والعلم والكلام قد تعلقا"، علم الله -جل وعلا- تعلق بكل شيء، بالواجب، والممكن، والمستحيل، والجائز، يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون؟ الله -جل وعلا- يقول عن أهل النار:{وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ} [(٢٨) سورة الأنعام]، هذا ما كان ولا يكون، لا في الحال ولا في الاستقبال، عودهم وإلا ردهم لا يمكن أن يقع، ومع ذلك أخبر الله عن هذا الأمر الذي لن يقع أنهم لو ردوا لعادوا، مما يدل على أنه يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون؟.
"والعلم والكلام قد تعلقا"، فالله بكل شيء عليم، بكل شيء عليم فيتعلق بالواجب وبالممكن قالوا: وبالمستحيل، كيف يعلم المستحيل؟ يعلم المستحيل لغيره {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ}، المستحيل لذاته.