وليس في طوق الورى من أصله ... أن يستطيعوا سورة من مثله
"وليس في طوق الورى"، ليس في وسعهم، وليس في مقدورهم من أصله، يعني من أساسه، نعم
طالب: ....
كيف؟
طالب: ....
نعم، من أصل الورى، من أصل الخلق، يعني مع قدرتهم على ذلك، ومع عدم صرفهم عنه أن يستطيعوا سورة من مثله؛ لأنه قد وقع تحدي، والتحدي لا شك أنه يحمل الإنسان على أن يأتي بأقصى ما يستطيع، ومع ذلك لم يستطيعوا لا اجتماعاً ولا انفراداً أن يأتوا بسورة من مثله، والسورة من مثله قد تكون في سطر واحد، كسورة النحر، قد تكون في سطر واحد، وقد عجزوا، مع أنهم موصوفون بالفصاحة والبلاغة ومع ذلك أذعنوا واعترفوا، وشهدوا له في حال كفرهم، قبل إسلامهم أما من أسلم منهم فهذا مفروغ منه، ومن حاول المعارضة كمسيلمة مثلاً، جاء بما يزعم أنه قرآن يوحى إليه، فأتى بما يسخر منه بسببه الأطفال، وأما بالنسبة لكتاب المعري الفصول والغايات هو فيه شيء من الفصاحة، لكنه لا يقارب ولا يداني ما جاء في كتاب الله تعالى.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.