الصفات التي يثبتها لله -تعالى- أئمة السلف، يثبتون لله -جل وعلا- ما أثبته لنفسه في كتابه وفي سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- على ما يليق بجلاله وعظمته، يثبتون إثباتاً بلا تعطيل، ولا تمثيل، ولا تكييف، هذا من حيث الإجمال، ثم التفصيل كل ما ثبت به النص يذكر على حده، كل ما ثبت به نص يذكر على حدته، هذا الترجمة إجمال ذكر الصفات التي يثبتها لله تعالى أئمة السلف، يعني بعد أن ذكر الصفات التي يتفق فيها مع السلف بعض طوائف المتكلمين كالأشعرية.
أئمة السلف وعلماء الأثر، السلف المراد بهم الصالح، صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان في القرون المفضلة دون غيرهم من علماء الخلف، جاء في بعض كتب الكلام والمتكلمين أن الحد الفاصل بين السلف والخلف الستمائة، سنة ستمائة، والمحدثون يجعلون الحد الفاصل رأس الثلاثمائة؛ لأنها هي التي انقضى بها عصر الرواية، ودونت فيها جل دواوين الإسلام، وابن حجر يرى أن انقضاء القرن الثالث:((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) سنة مائتين وعشرين، سنة مائتين وعشرين، وعلى رأس مائتين وعشرين انتشرت البدع، بدءاً من فتنة القول بخلق القرآن، وامتحان الناس فيها، ولا شك أن القول بأن القرن سبعون سنة هذا قول معروف عند أهل العلم، وإن كان الشائع بينهم أنه مائة سنة، وإذا قلنا بأن القرن، ((خير الناس قرني)) يعني جيلي، ولا شك أن الجيل بعد سبعين سنة يكاد يكون ينقرض ويتغير ويأتي غيرهم، يأتي غيرهم، فمن وفاته -عليه الصلاة والسلام- ثلاثة أجيال إلى مائتين وعشرين، صح، سنة عشر توفي هاه؟