هذا مقتضاه، مائتين وعشرين هذا هو، يعني القرن الذين عاصروه -عليه الصلاة والسلام-، هو لا يقصد بذلك خير القرون الزمن الذي عاش فيه، لكن هو تحدث عن غيره، فهم جاءوا، ابن حجر كأنه جعل وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- بداية هذه القرون الثلاثة، فإذا قلنا: العشر مع مائتين وعشرة يصير مائتين وعشرين، من أهل العلم من يرى أن القرن أربعين سنة، أربعين سنة، فيكون نهاية القرون الثلاثة حكم بني أمية، حكم بني أمية، وبعده يعني بعد سنة مائة وعشر لا يوجد صحابي، لا يوجد صحابي بعد مائة وعشرة؛ لأن أبا الطفيل توفي سنة عشر ومائة، وهو آخر الصحابة موتاً ولن يتجاوز أحد المائة بعده -عليه الصلاة والسلام-؛ ل أنه جاء في الحديث الصحيح:((لا يأتي مائة عام وليس على وجه الأرض ممن هو عليها الآن أحد)) وأبو الطفيل عاش مائة سنة بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- فقط، لم يزد ولا ينقص، وعلى كل حال السلف بالنسبة للوقت معروف، المقصود به من تقدم، وبكونه وصفاً، فمن اعتقد عقيدة السلف وسار على نهجهم وطريقتهم فهو منهم، ويصح أن يقال لشخص متمسك بالسنة أنه سلفي، أنه سلفي متمسك بالسنة يعض عليها بالنواجذ، لا يخالفها، فينسب للسلف؛ لأنه أشبههم بالتمسك، ومن وافق الخلف في مخالفاتهم وتركهم لبعض السنن خلفي، لكن ليست هذه الأمور دعاوى، وادعائها للنفس تزكية، يعني أن الشخص يقول عن نفسه أنه سلفي، تزكية للنفس، نعم إذا استفاض أمره واشتهر بين أهل العلم ونسبوه إلى السلف قالوا: فلان سلفي، أو فلان أثري، هذا ما فيه إشكال، لكن الكلام فيمن يدعيها لنفسه، ويزيد الأمر سوءاً إذا نفاها عن غيره، ممن لم يعرف عنده مخالفة لطريقة السلف، وإلا إذا قلنا: أن النسبة إلى اللفظ فمن سلف يعني تقدم، ودرج، ومضى، فلا تطلق على من تأخر.
وعلماء الأثر دون غيرهم من علماء الخلف، وأهل الكلام، فالخلف يقابل السلف، وأهل الكلام يقابلون علماء الأثر، تقدمت الإشارة إلى هذا في المقدمة.
يقول المؤلف الناظم -رحمه الله- تعالى:
وليس ربنا بجوهر ولا ... عرض ولا جسم تعالى ذو العلا