هذه الألفاظ التي نفاها الناظم عن لله -جل وعلا- لم يرد لها ذكر في كلام السلف، لا نفياً، ولا إثباتاً، لا نفياً ولا إثباتاً، هذه اصطلاحات حادثة، وتعبيرات مبتكرة مبتدعة والذي على المسلم أن يعتقد عقيدة السلف، نفياً وإثباتاً، وما دام السلف المتبعين للنصوص نصوص الكتاب والسنة لم يطلقوها ولم ينفوها، فخير الخير كل الخير في اتباع من سلف، "وليس ربنا بجوهر" يتوصلون به إلى نفي ما يريدون نفيه، "ولا عرض، ولا جسم، تعالى ذو العلا" حينما يقول المتكلم: الله -جل وعلا- ليس بجوهر، والسلف لم يتكلموا بهذا، ومنهم من ينفي وجود الجوهر الذي يصطلحون عليه، ينفي وجوده أصلاً، فإذا نفي اللفظ نفي ما أطلق عليه، يعني إذا علقوا الباري -جل وعلا- باسم منفي أصلاً أو شبهوه بشيء منفي لزم من ذلك نفي المشبه، ليس بجوهر، والجوهر لا وجود له، إلا من يطلق الجوهر على الله -جل وعلا- نعم، على حسب، يختلفون في تعريفه، يختلفون في تعريف الجوهر: وهو الذي يقوم بنفسه، والعرض: الذي يقوم بغيره، الجوهر: الذي يقوم بنفسه، والعرض: الذي يقوم بغيره.
منهم من قال: لا وجود للجوهر أصلاً، غير موجود، هاه، هم يطلقون الجوهر على القائم بنفسه، وأنه لا يوجد له نظير في الدنيا، وكذا، وكذا، لكن ما الداعي إلى مثل هذا؟ يعني تعليق القطعيات بأمور قابلة للنفي والإثبات، هل يسوغ وإلا ما يسوغ؟ يعني بعض النصوص من الكتاب والسنة الثابتة عندنا لا تردد فيها، طبقها بعض الناس على بعض النظريات، طبق بعض النصوص على بعض النظريات، هذه النظريات قابلة للنفي والإثبات، ما استقرت ولا أجمع عليها، فما مصير هذه النصوص إذا نفيت هذه النظريات؟ تنفى تبعاً لها، تنفى تبعاً لها، وإذا تعرضت للنفي والإثبات تبعاً لذلك تعرض ما طبق عليها النفي والإثبات.