"وليس ربنا بجوهر ولا عرض ولا جسم"، بعض المتكلمين الذي أطلق هذه الأمور، منهم من قال: عرض، ومنهم من قال: جوهر، بمعنى أنه قائم بنفسه، نعم الله -جل وعلا- قائم بنفسه، وقامت به المخلوقات، الحي القيوم على ما تقدم، لكن ليس لنا أن نثبت إلا بدليل، كما أنه ليس لنا أن ننفي إلا بدليل، فما دام الإنسان يقتدي بالسلف وعلماء الأثر فعليه أن يتبع الأثر، وجوداً وعدماً، ولا ينفي إلا إذا كان عنده أثر ينفي، ولا يثبت إلا إذا كان عنده أثر يثبت.
"ولا عرض ولا جسم"، حينما ينفون عن الله -جل وعلا- العرض وهو القائم بغيره على حد زعمهم، الذي لا يقوم بنفسه، ولذا يقولون: عروض التجارة، فيه عندنا الجواهر مثلاً في استعمالها العرفي، والعروض في استعمالها العرفي، الجواهر في استعمالها العرفي تطلق على الذهب والفضة، وما في حكمها من الحلي، من غيرها من يستعملها الناس، يسمونها جواهر، هل هذه ينطبق عليها الحد الذي حدوه للجوهر؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
هل هي قائمة بنفسها؟ حتى من وجه، وما الفرق بينها وبين العروض، ما الفرق بين الذهب والحديد؟ يعني في الاستعمال العرفي، دعونا من اصطلاحات المتكلمين، الحديد عرض من عروض التجارة، صح وإلا لا؟ الجوهر أليس بعرض؟ مثله نفسه، ما يختلف عنه شيء إلا أن هذا مادته كذا، وهذا مادته كذا، لا يختلف بشيء، يبقى أن الاصطلاحات الحادثة التي أصلوها لأنفسهم وجعلوها معياراً ومقياساً يزِنون به، ويحتكمون إليه، نفياً وإثباتاً، لماذا؟ لأنهم جعلوا العقول هي التي يعول عليها في هذا الباب، وإلا ما في النصوص ما يدل على هاتين اللفظتين، حتى أنهم اختلفوا في وجوده، الجوهر الفردي، اختلفوا في وجوده، يعني بعض الناس إذا أراد أن يصف شخصاً متميزاً عن غيره، وأنه لا نظير له قال: هذا، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
لا، يقولون: الكبريت الأحمر، ما الذي يميز الأحمر عن الأخضر؟ هاه؟