نعم ندرته بقلته، هذا بالنسبة للمخلوق وما يتعلق بمخلوق شبهه بما شئت مما يشبهه ولو من وجه، لكن الباري -جل وعلا- الذي لا تبلغه الأفهام، ولا تدركه الأوهام، ولا نظير له يقاس عليه أو يشبه به؛ لأن الشيء، حقيقة الشيء إنما تدرك بالمشاهدة وبالشبيه والنظير الذي يمكن أن يقال أنه مثل فلان أو علان، وما دام الأمر كذلك، وليس عندنا أي وسيلة لمعرفة ما يتعلق به -جل وعلا- إلا ما جاء عن طريقه هو، وأخبرنا به عن نفسه.
. . . . . . . . . بجوهر ولا ... عرض ولا جسم تعالى ذو العلا
حينما يقول الله بجسم أو ليس بجسم، منهم من يقول: جسم، ومنهم من يقول: ليس بجسم، حينما ينفون الجسمية يريدون أن يتوصلوا بها إلى نفي الصفات، يريدون أن يتوصلوا بها إلى نفي الصفات؛ لأن من لازم الصفات والأبعاض أن يكون جسماً، وهذه الكلمة لا بد فيها من الاستفصال فإن كان مرادهم بلفظ الجسم أنه هو المتصف بالصفات، المتصف بالصفات، فلا شك أنه حق، وإن أرادوا بالجسم الذي يشبه الأجسام فإن هذا لا شك أنه باطل، وعلى هذا إذا كان اللفظ محتملاً لحق وباطل نعم لا بد من الاستفصال فيه، فلا يطلق بإطلاق، ولا ينفى بإطلاق، وهذه الطريقة هي المأثورة عن السلف، فما جاء إثباته أثبتناه، وما جاء نفيه نفيناه، وما جاء، وما لم يرد فيه شيء توقفنا فيه، {لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا} [(٣٢) سورة البقرة]، بينما المتكلمون ما جاء إثباته نفوه، وما جاء نفيه، لا اللي ما جاء فيه شيء هو الذي في الدنيا، الذي لم يرد فيه نفي ولا إثبات أثبتوه، بينما الذي جاء إثباته نفوه، وهذا علامة خذلان، وضلال، نسأل الله السلامة والعافية.
"ذو العلا"
سبحانه قد استوى كما ورد ... من غير كيف قد تعالى أن يحد